عليه وآله كتابا هذا نصه : « ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله ، وأنا شاعر قومي وخطيبهم والعرب تهاب مكاني فاجعل إليّ بعض الأمر اتبعك ( أي أنه كان يطلب أن يجعله النبي خليفة له من بعده ).
ولم يكتف « هوذة » بهذا بل بعث وفدا إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم بزعامة « مجاعة بن مرارة » ليبلّغ إلى النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم رسالته ويقول لهصلىاللهعليهوآلهوسلم : ان جعل الأمر له من بعده أسلم وسار إليه ونصره ، وإلاّ قصد حربه.
فلما قدم الرسول على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره بما جرى وقرأ الكتاب على النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « لا ولا كرامة ، لو سألني سيابة من الارض ما فعلت اللهم اكفنيه »(١) .
هذا وان الرسائل والكتب التي بعثها رسول الله لغير من ذكرناه من القادة والزعماء والشخصيات الدينية والسياسية اكثر من ما أدرجناه هنا ، وقد استطاع العلماء المحققون أن يجمعوا ويثبتوا في كتب خاصّة صورة ٢٩ رسالة من رسائل الدعوة الى الاسلام التي بعثها رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم تركنا إدراجها هنا رعاية للاختصار(٢) .
__________________
(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٢٥٤ ، الكامل في التاريخ : ج ٢ ص ١٤٦ ، الطبقات الكبرى : ج ١ ص ٢٦٢ وسيابة من الأرض أي قطعة من الأرض.
(٢) راجع مكاتيب الرسول للعلامة الاحمدي ، وغيره من المؤلفات في هذا المجال.