2%

« محمّد بن مسلمة » لزم أن يقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جملته هذه في حق « محمّد بن مسلمة » لا في حق « علي »عليه‌السلام الذي أعطاه الراية بعد أن قال تلك الجملة : « يفتح الله على يديه ».

يقول الحلبي كاتب السيرة المعروف : قيل : القاتل له ( اي لمرحب ) علي كرم الله وجهه وبه جزم مسلمرحمه‌الله في صحيحه. قال بعضهم : والاخبار متواترة به وقال ابن الاثير : الصحيح الذي عليه أهل السير والحديث أن عليا قاتله كرم الله وجهه(١) .

ولقد وقع الطبري في تاريخه ، وابن هشام في سيرته في شيء من الاضطراب والفوضى وكتبا قصة هزيمة ورجوع الرجلين اللذين كلّفا قبل عليعليه‌السلام بفتح قلاع اليهود بصورة لا تتفق مع مفهوم الجملة التي قالها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حق عليعليه‌السلام .

فقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقه : « وليس بفرّار »(٢) يعني أن الذي سوف يعطيه الراية لا يفر أبدا ، ومفهوم هذه الجملة هو أن علياعليه‌السلام لا يفرّ ولا يجبن أمام العدوّ كما فر القائدان السابقان ، وهذا يعني أن القائدين السابقين فرّا أمام العدوّ ، وأخليا الساحة ، في حين أن الكاتبين المذكورين لا يذكران مسألة فرار القائدين المذكورين ، وإنما يكتبان رجوعهما كما لو أنهما قد أدّيا وظيفتهما القتالية والعسكرية على الوجه الكامل ، ولكنّهما لم يوفقا للفتح(٣) .

ثلاث نقاط مشرقة في حياة عليعليه‌السلام :

ونختم هذا البحث بذكر ثلاث فضائل لفاتح خيبر ذكرها أحد خصومه لها ارتباط بموقفهعليه‌السلام في خيبر :

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٣٨ ، وراجع زاد المعاد : ج ٢ ص ١٣٤ و ١٣٥.

(٢) المغازي : ج ٢ ص ٦٥٣.

(٣) السيرة النبوية : ج ٣ ص ٣٤٩.