2%

وحجم قواته ، وبالأرض ، وذلك عن طريق عيونه وجواسيسه الاذكياء اللبقين ، اليقظين الذين كانوا يرصدون ـ بدقة وباستمرار ـ أوضاع العدوّ ، وتحركاته ، وينقلون معلوماتهم إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبذلك كانوا يقومون بواجبهم الديني في مجال الحفاظ على عقيدة التوحيد ، وصيانتها من خطر السقوط.

إنّ هذا التدبير الذكيّ ، والطريقة الحكيمة التي ابتكرها وأخذ بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تعتبر أكبر درس للمسلمين اليوم ، ودائما.

ولهذا يتوجب على قادة المسلمين المخلصين أن يعرفوا بكل ما يحاك ـ في بلاد الاسلام او في غيرها من بلاد العالم ـ من مؤامرات ضدّ المسلمين ، وما يدبّر من خطط لتقويض دعائم الاسلام ، ويبادروا إلى إطفاء شرارات الفتن في مهدها ، وقبل اشتعالها ، وأن يسلكوا نفس المسلك الذي سلكه رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليحصلوا على ذات النتيجة ، ولا شك أنّ مثل هذا العمل لا يتيسّر من دون أجهزة مناسبة ، ومن دون تشكيلات خاصّة.

ولقد استطاع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غزوة « ذات السلاسل » الذي هو موضوع بحثنا الآن ، أن يطفئ نار الفتنة عن طريق استخدام المعلومات الدقيقة التي حصل عليها عن العدوّ.

ولو أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أغلق على نفسه هذا الباب لتحمّل خسائر لا تجبر ، ولتعرّضت الكثير من جهوده المباركة في سبيل نشر الدعوة الاسلامية لخطر الفشل والإخفاق.

تفاصيل هذه الغزوة :

لقد أبلغ العيون وعناصر المخابرات الاسلامية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن آلافا من الناس قد تحالفوا وتعاقدوا في ما بينهم في منطقة تدعى بـ : « وادي اليابس » على التوجّه إلى المدينة المنوّرة للقضاء على الاسلام بكل ما لديهم من قوة ، فإمّا أن يقتلوا في هذا السبيل ، أو يقتلوا « محمّدا » أو فارسه البطل الفاتح