2%

يدى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حول أبي سفيان وكان عمر يقول : أبو سفيان عدوّ الله فلا بد أن يقتل ، ولكن العباس كان يقول : يا رسول الله إنّي قد أجرته ، فقطع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دابر هذه المناقشة عند ما قال :

« اذهب يا عبّاس إلى رحلك ، فاذا أصبحت فاتني به ».

فذهب العباس بأبي سفيان إلى رحله ، فبات عنده ليلته كما أمر ، فلما أصبح غدى به إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

أبو سفيان بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

لما مثل أبو سفيان عند الصباح بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خيمته قال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ويحك يا أبا سفيان ؛ ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلاّ الله؟ ».

فقال أبو سفيان : بأبي أنت وأمي ما أحلمك ، وأكرمك ، وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان مع الله آله غيره ، لقد أغني عنّي شيئا بعد.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أنّي رسول الله »؟

قال : بأبي أنت وأمي ما أحلمك ، وأكرمك ، وأوصلك ، أما والله فإنّ في النفس منها حتى الآن شيئا!!

فغضب العباس من شك أبي سفيان ، ولجاجته وعناده فقال له : ويحك ، أسلم واشهد أن لا إله الاّ الله ، وأن محمّدا رسول الله قبل أن يضرب عنقك.

فشهد أبو سفيان شهادة الحق ، فاسلم ودخل في عداد المسلمين.

أن إسلام أبي سفيان الذي حصل في جوّ من الرعب والتهديد وإن لم يكن بالاسلام الذي كان يريده رسول الاسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويطلبه دينه الحنيف ، ولكنّ مصالح معيّنة كانت توجب أن يدخل أبو سفيان في عداد المسلمين كيفما كان ليرتفع بذلك اكبر سدّ ، وينزاح اكبر مانع من طريق الدعوة