2%

على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما وقعت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على كبير المجرمين بل اكبرهم يومئذ قال له ردّا عليه لما سأله قائلا : أن عمير يزعم أنك قد أمنتني؟

« صدقت ، انزل أبا وهب ».

ثم دعاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى الاسلام فقال : اجعلنى بالخيار شهرين ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

« أنت بالخيار فيه أربعة أشهر »(١) .

وبهذا أمهله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعة أشهر كفرصة يفكّر فيها في الاسلام ، ودعوة النبي.

إن دراسة اجمالية وسريعة لهذا الموقف تكشف القناع عن حقيقة مسلّمة في الاسلام وفي تاريخه العظيم يحاول المستشرقون المغرضون إنكارها وإخفاءها ، وهو أن رءوس الشرك كانوا أحرارا في اختيار العقيدة الاسلامية واعتناقها.

فهم اختاروها واعتنقوها بمحض إرادتهم من دون إكراه أو إجبار ، ولا إرعاب أو تخويف ، بل كانت القيادة الاسلامية تسعى دائما إلى أن يتم اعتناق عقيدة التوحيد عن طريق التدبر والتفكير الصحيح ، لاعن طريق الارعاب والتخويف.

هذا هو أبرز حوادث فتح مكة واكثرها عبرة ، وبقي أن نتعرض لذكر حادثتين جديرتين بالاطلاع والتأمل استكمالا لهذه الدراسة.

وتانك الحادثتان هما :

١ ـ مبايعة النبي نساء مكة :

بعد بيعة « العقبة » كانت هذه هي المرة الاولى التي اخذ رسول الله صلّى

__________________

(١) السيرة النبوية : ج ٢ ص ٤١٨ المغازي : ج ٢ ص ٨٥٤.