2%

« أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب ».

وقد تسبّب استخدام هذا التدبير العسكري الحكيم في إرعاب رجال هوازن ومن ساعدهم من ثقيف المقاتلين ، بشدة بحيث انهزموا أمام هجوم المسلمين هذا هزيمة قبيحة ومنكرة ، تاركين وراءهم اموالهم ونساءهم وصبيانهم الذين أتوبهم الى ساحة المعركة ، وجعلوهم خلف ظهورهم بناء على أوامر قائدهم مالك ـ كما أسلفنا ، وفروا بعد أن قتل منهم جماعة إلى منطقة أوطاس ونخلة ، وقلاع الطائف.

غنائم الحرب :

لقد بلغت خسائر المسلمين من الارواح في هذه المعركة ثمانية أشخاص في مقابل أسر ستة آلاف نفر من العدو.

كما وأن المسلمين غنموا في هذه الواقعة أربعة وعشرين ألف بعير ، وأربعين ألف رأس غنم ، وأربعة آلاف اوقية(١) من الفضة.

ثم إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر بأن يؤخذ الاسرى والغنائم الى منطقة تدعى الجعرانة ( وهي ماء بين الطائف ومكة ) وكلّف أشخاصا معيّنين بحراستها وحفظها وجعل الأسرى في بيوت خاصة ، كما أمر بأن تحفظ الغنائم من دون أن يتصرف فيها أحد في ذلك المكان ، ريثما يرى فيها رأيه ، بعد ان يلاحق فلول العدو الذي فرّ الى أوطاس ونخلة والطائف(٢) .

لقطتان من الخلق النبوي العظيم :

وينبغي ان نشير هنا إلى قصتين تدلان على سمو الاخلاق النبوية ، وعمق

__________________

(١) الرطل ٢٥٦٤ غرام والاوقية ١٢ / ١ من الرطل فعلى هذا تكون الاوقية ٢١٣ غراما ، وأربعة آلاف أوقية تساوى ٨٥٢ كيلو غراما.

(٢) كتب ابن هشام في سيرته أن عدد القتلى في هذه المعركة كان أربعة أشخاص ، ولكن معركة واسعة مثل هذه يتوقع أن يكون قتلاها اكثر من هذا العدد.