« الطائف » آخر حليف من حلفائها.
في هذا الأثناء اغتنم رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الفرصة ليعالج مشكلته مع « مالك بن عوف النصري » مثير حرب حنين ، عن طريق وفد بني سعد وذلك بترغيبه في الاسلام ، وعزله عن حليفه : « ثقيف ».
ولهذا سألهم عن مالك ما فعل؟ فقالوا يا رسول الله هو بالطائف مع ثقيف.
فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم :
« أخبروا مالكا أنّه إن أتاني مسلما رددت عليه أهله وماله وأعطيته مائة من الابل ».
فبلّغ وفد هوازن مالكا كلام رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وأمانه المشروط ، فقرّر مالك الذي كان يرى بامّ عينيه تعاظم أمر الاسلام ، واشتداد أزره كما رأى رحمة النبي ولطفه ، أن يخرج من الطائف ، ويلتحق بالمسلمين ، ولكنه كان يخشى أن تعرف « ثقيف » بنيته فتحبسه في الحصن ، ولهذا عمد الى خطة خاصة للفرار ، فقد أمر باعداد راحلته فهيّئت له ، وأمر بفرس له فأتي به إلى الطائف ، فركب فرسه وركّضه حتى أتى راحلته حيث أمر بها أن تحبس فركبها ، فلحق برسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فادركه بالجعرانة أو بمكة ، فردّ عليه النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم أهله وماله ، وأعطاه مائة من الابل كما وعد من قبل ، واسلم فحسن إسلامه ، ثم استعمله رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم على من أسلم من قومه وقبائل « ثمالة » و « سلمة » و « فهم ».
وقد انشد « مالك بن عوف » أبياتا عند ما أسلم يصف فيها خلائق رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الكريمة ، ويمدحه أجمل مديح اذ يقول :
ما إن رأيت ولا سمعت بمثله | في الناس كلّهم بمثل محمّد | |
أوفى وأعطى للجزيل إذ اجتدي | ومتى تشأ يخبرك عما في غد |