2%

حوادث السنة العاشرة من الهجرة

٥٧

في رثاء الولد العزيز

« يا إبراهيم إنّا لن نغني عنك من الله شيئا إنّا بك لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الربّ ، ولو لا أنّه وعد صادق وموعود جامع فانّ الآخر منّا يتبع الأول لوجدنا عليك يا إبراهيم وجدا شديدا ما وجدناه »(١) .

هذه العبارات قالها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رثاء ولده العزيز « إبراهيم » في اللحظات التي كان يلفظ فيها أنفاسه الأخيرة في حجر أبيه الرحيم ، وبينما كان الوالد العظيم واضعا شفتيه على خدّ ابنه ، ويودّعه بروح ملؤها المشاعر والعواطف ، من جانب ، وراضية بالتقدير الإلهي.

إنّ حبّ الأولاد والأبناء من أرفع وأظهر تجلّيات الروح الانسانية ، كما انه خير دليل على سلامة الروح ولطافتها.

لقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول دائما : « اكرموا أولادكم »(٢) وذهب إلى أبعد من ذلك إلى درجة أنّه اعتبر مودّة الأبناء والعطف عليهم من مكارم أخلاقه ومحاسن سجاياه(٣) .

ففي السنين والأعوام الماضية واجه النبي الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مصيبة

__________________

(١) السيرة الحلبية : ج ٣ ص ٣١١ بحار الأنوار : ج ٢٢ ص ١٥٧.

(٢) بحار الأنوار : ج ١٠٤ ص ٩٥ عن مكارم الاخلاق.

(٣) المحجة البيضاء : ج ٣ ص ٣٦٦.