2%

وسبعين وفدا من تلك الوفود.

إن توافد هذه البعثات والوفود العجيب وخاصة في أعقاب إعلان البراءة يكشف عن أن مشركى العرب فقدوا في السنة العاشرة من الهجرة كل حصين يمنعهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والاّ لكانوا يلجئون إليه ، ويتظاهرون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولم تنته المدة المضروبة ( اربعة أشهر ) بعد إلاّ ودخلت كل مناطق الحجاز وكل أقوامها تحت راية التوحيد ، ولم يبق في الحجاز بيت تعبد فيه للاصنام والاوثان ظاهرا حتى أن فريقا من سكان اليمن والبحرين واليمامة انتبهوا الى الاسلام فاقبلوا عليه واعتنقوه.

محاولة اغتيال النبي :

عرفت قادة بني عامر من بين القبائل العربية ـ يومئذ ـ بالشر والطغيان ، وقد اعتزم ثلاثة اشخاص منهم هم : « عامر » و « أربد » و « جبار » على أن يدخلوا المدينة راس وفد من بني عامر ، ويتظاهروا بالتفاوض مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم يغدروا به في المجلس ويغتالوه.

وكانت الخطة تقضى : بأن يتحدث « عامر » الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويفاوضه ، وفيما هو يفعل ذلك يبادر « أربد » الى ضرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسيفه.

ولم يخبر بقية اعضاء الوفد بنوايا هؤلاء الثلاثة وخطتهم ، ولهذا أعلنوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن رغبتهم الصادقة في الاسلام ، ووفائهم لشخص النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولكن « عامرا » احجم عن أي نوع من انواع