التظاهر بالإسلام في ذلك المجلس وكان يصرّ على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخلو به في مكان آخر ليتحدث معه على انفراد تمهيدا لتنفيذ الخطة المشؤومة وهو ينظر الى أربد وينتظر منه ما كان أمره به واتفقا عليه ، ولكنه لا يزداد نظرا إلى « اربد » إلاّ ويزداد « اربد » حيرة ودهشة هذا ورسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يقول لعامر كلما قال : خالّني : لا والله حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له.
فلما أيس « عامر » من « اربد » ، وكأنّ « اربدا » كلما عزم أن يجرد سيفه ويهجم على رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم هاب النبي ، ومنعته عظمته ومهابته ، فانصرف عن نيته ، قال عامر وهو يترك مجلس النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم : أما والله لأملأنّها عليك خيلا ورجالا وهو بذلك يكشف عن عناده وعتوه.
فقابله رسول الله بحلم كبير ، ولم يرد على كلامه وتهديده وانما اكتفى بأن دعا عليه وعلى صاحبه بعد أن غادر مجلس النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم .
ولقد استجاب الله لدعاء نبيه سريعا فقد خرج هو وصاحبه راجعين إلى بلادهم حتى اذا كانوا في اثناء الطريق بعث الله الطاعون في عنق « عامر » فقتله ذلك المرض الوبيء في بيت امرأة من بني سلول في صورة فضيعة ، وحالة سيئة.
وأما « اربد » فارسل الله عليه وعلى جمله صاعقة وهو في الصحراء فاحرقتهما ، وقد تسببت هاتان الحادثتان الفضيعتان اللتان أصابتا عدوّين لدودين من أعداء النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم في أن يزداد تعلق بني عامر برسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ويتضاعف حبهم لهصلىاللهعليهوآلهوسلم .
لقد مكّن اقبال اهل الحجاز على الاسلام ، وأمن النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم