عند رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم للتوديع والخروج عن المدينة تلقائيا والالتحاق بجيش اسامة في معسكره بالجرف.
وفيما كان اسامة يتهيّأ للتوجه بجيشه إلى حيث أمر الرسول الكريمصلىاللهعليهوآلهوسلم بلغ بعض الصحابة الحاضرين في الجيش انباء عن تدهور صحة النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم فتسببت في عدولهم عن الحركة حتى كان يوم الاثنين ، فحضر اسامة عند رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم ليودّعه فرأى آثار التحسن بادية على ملامح النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم .
فقال له رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم حاثا اياه على المبادرة والمسارعة في الخروج :
« اغد على بركة الله »(١) .
فعاد اسامة إلى المعسكر وأمر بالتحرك فورا ، ولكن الجيش لم يكن قد غادر « الجرف » بعد ، حتى جاء نبأ من المدينة بأن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم يحتضر ، فعمد من كانوا يبحثون عن حجة للتخلف عن جيش اسامة ، والذين حاولوا خلال ستة عشر يوما أن يعرقلوا توجهه بشتى المعاذير والحجج إلى التوسل هذه المرة بقضية احتضار النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم وعادوا إلى المدينة فورا ، وعاد الجيش برمته هو الآخر إلى المدينة متجاهلين ـ جميعا ـ أوامر النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم بالخروج.
ولم يتحقق أحد آمال النبي الاكرمصلىاللهعليهوآلهوسلم في أيام حياته بسبب اللاانضباطية التي ابداها فريق من شيوخ القوم واعيان الجيش.
إن خطأ كبيرا كهذا ارتكبه بعض من تسلّم أمور الخلافة بعد رسول الله
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ج ٢ ص ١٩٠.