3%

الفناء؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن ربنا قيم على كل شيء يحفظه ويرزقه؟ قالوا : بلى ، قال : فهل يملك عيسى من ذلك شيئاً؟ قالوا : لا ، قال : فإن ربنا صور عيسى في الرحم كيف شاء ، وربنا لا يأكل ولا يشرب ولا يحدث. قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أن عيسى حملته أمه كما تحمل المرأة ، ثم وضعته كما تضع المرأة ولدها ، ثم غذي كما يغذى الصبي ، ثم كان يطعم ويشرب ويحدث؟ قالوا : بلى ، قال : فكيف يكون هذا كما زعمتم؟ فسكتوا فأنزل اللهعزوجل فيهم صدر صورة آل عمران إلى بضع وثمانين آية منها.

[٨٦]

قوله تعالى :( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ ) الآية. [١٢].

١٩١ ـ قال الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس : إن يهود أهل المدينة قالوا لما هزم الله المشركين يوم بدر : هذا والله النبي الأمي الذي بشَّرْنا به موسى ، ونَجِدُه في كتابنا بنعته وصفته ، وإنه لا تُرَدُّ له راية. فأرادوا تصديقه واتباعه ، ثم قال بعضهم لبعض : لا تعجلوا حتى ننظر إلى وقعة له أخرى. فلما كان يوم أحد ونُكِبَ أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شَكُّوا وقالوا : لا والله ما هو به. وغلب عليهم الشقاء فلم يسلموا ، وكان بينهم وبين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عهد إلى مُدَّة ، فنقضوا ذلك العهد ، وانطلق كعب بن الأَشْرَف في ستين راكباً إلى أهل مكة : أبي سفيان وأصحابه ، فوَافَقُوهم ، وأجمعوا أمرهم ، وقالوا : لتكونن كلمتنا واحدة. ثم رجعوا إِلى المدينة ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.

١٩٢ ـ وقال محمد بن إسحاق بن يسار : لما أصاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قريشاً ببدر ، فقدم المدينة ، جَمَع اليهود فقال : يا معشر اليهود ، احذروا من الله مثلَ ما

__________________

[١٩١] الكلبي ضعيف.

[١٩٢] ذكره المصنف بدون إسناده وقد أخرجه أبو داود (٣٠٠١) وابن جرير في تفسيره (٣ / ١٢٨) من طريق محمد بن إسحاق قال حدَّثني. محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس به. قلت : محمد بن أبي محمد ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي : لا يعرف.