10%

على المنبر، فنظر إلى معركتهم فقال (ص): « أخذ الراية زيد بن حارثة، فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة الدنيا، فقال: حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين، تحبّب إليّ الدنيا؟! فمضى قدماً حتّى استشهدرضي‌الله‌عنه » فقال (ص): « استغفروا له، ودخل الجنّة وهو يسعى(١) .

ثمّ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فجاءه الشيطان فمنّاه الحياة، وكرّه إليه الموت، فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا؟! ثمّ مضى قدما حتّى استشهد » فصلّى عليه، ودعا له.

ثم قال: « استغفروا لأخيكم جعفر فإنّه شهيد، لقد دخل الجنّة، وهو يطير بجناحين من ياقوت حيث يشاء في الجنّة.

ثمّ أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة، فاستشهد، ثمّ دخل الجنّة معترضا » فشقّ ذلك على الأنصار، فقيل: يا رسول الله، ما اعترضاه؟

فقال: « لمّا أصابه الجرح نكل(٢) ، فغابت نفسه، فشجع، فدخل الجنّة » فسري عن قومه.

ثمّ ورد على ابن مُنيَه(٣) ، فقال (ص): « إن شئت أخبرتك، وإن شئت أخبرني ». فقال: بل أخبرني يا رسول الله فأخبره خبره كلّه قال: وإنّك والّذي بعثك بالحقّ، ما تركت من حديثهم حرفاً لم تذكره. فقال (ص): « إنّ الله رفع لي الأرض حتّى رأيت معركتهم(٤) ».

__________________

(١) في م: يسقى، وفي ك: سيفي.

(٢) في ر: زيادة فدخل النار.

(٣) وهو: يعلى بن أمية، ومنية أمّة، انظر « البداية والنهاية لابن كثير ٤: ٢٤٧ ».

(٤) في م: معركتكم.