3%

أن رجلاً من الأنصار ارتد فلحق بالمشركين ، فأنزل الله تعالى :( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) إلى قوله :( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) فبعث بها قومه إليه ، فلما قُرِئت عليه قال : والله ما كذبني قومي على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولا كذب رسول الله على الله ، واللهعزوجل أصدق الثلاثة. فرجع تائباً فقبل منه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتركه

٢٢٦ ـ وأخبرنا أبو بكر ، أخبرنا أبو محمد ، أخبرنا أبو يحيى ، حدَّثنا سهل ، عن يحيى بن أبي زائدة ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :

ارتد رجل من الأنصار عن الإسلام ولحق بالشرك ، فندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل لي من توبة ، فإني قد ندمت؟ فنزلت( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) حتى بلغ( إِلَّا الَّذِينَ تابُوا ) فكتب بها قومه إليه ، فرجع فأسلم.

٢٢٦ م ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي حامد ، أخبرنا أبو بكر بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الفقيه ، حدَّثنا أحمد بن سيّار ، حدَّثنا مُسَدَّد بن مُسَرْهَد ، حدَّثنا جعفر بن سليمان ، عن حميد الأعرج عن مجاهد ، قال :

كان الحارث بن سُوَيد قد أسلم ، وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم لحق بقومه وكفر ، فأنزل الله تعالى هذه الآية( كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) إلى قوله :( فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فحملها إليه رجل من قومه فقرأها عليه فقال الحارث : والله إنك ما علمت لصَدُوق ، وإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأصْدَقُ منك ، وإِنَّ الله لأَصْدَقُ الثلاثة. ثم رجع فأسلم إسلاماً حسناً.

[١٠١]

قوله تعالى :( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ) . [٩٠].

__________________

[٢٢٦] انظر الحديث السابق.

[٢٢٦١] م ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لعبد الرزاق ، وعزاه السيوطي في لباب النقول (ص ٥٩) لعبد الرزاق ومسدد وأخرجه ابن جرير في تفسيره (٣ / ٢٤١).

وذكر الحافظ ابن حجر هذه القصة في الإصابة (١ / ٢٨٠) في ترجمة الحارث بن سويد.