3%

وأباه ياسراً ، وأمه سمية ، وصُهَيْباً ، وبلالاً ، وخَبَّاباً ، وسالماً ـ [فعذبوهم] فأما سُمَيَّة فإنها ربطت بين بعيرين ووُجِئَ قُبُلُهَا بحربة ، وقيل لها : إِنك أسلمت من أجل الرجال. فقتلت ، وقتل زوجها ياسر ، وهما أول قتيلين قتلا في الإسلام. وأما عمار فإنه أعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً ، فأخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بأن عماراً كفر ، فقال : كلا إن عماراً مليء إيماناً من قَرْنه إلى قدمه ، واختلط الإيمانُ بلحمه ودمه! فأتى عمار رسولَ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يبكي ، فجعل رسول اللهعليه‌السلام يمسح عينيه ويقول : «إِنْ عادوا لك فعُدْ لهم بما قلت»! فأنزل الله تعالى هذه الآية.

٥٦٨ ـ وقال مجاهد : نزلت في ناس من أهل مكة آمنوا ، فكتب إليهم المسلمون بالمدينة : أن هاجروا ، فإنا لا نراكم منا حتى تهاجروا إلينا. فخرجوا يريدون المدينة ، فأدركتهم قريش بالطريق ففتنوهم مُكْرَهين. وفيهم نزلت هذه الآية.

[٢٨٧]

قوله تعالى :( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ) الآية [١١٠].

٥٦٩ ـ قال قتادة : ذُكِرَ لنا أنه لما أنزل الله تعالى قَبْلَ هذه الآية : أنّ أهلَ مكة لا يقبل منهم إسلام حتى يهاجروا ، كتب بها أهلُ المدينة إلى أصحابهم من أهل مكة ، فلما جاءهم ذلك خرجوا ، فلحقهم المشركون فردوهم. فنزلت :( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) فكتبوا بها إليهم. فتبايعوا بينهم على أن يخرجوا ، فإن لحق بهم المشركون من أهل مكة قاتلوهم حتى ينجوا أو يلحقوا بالله ، فأدركهم المشركون فقاتلوهم ، فمنهم من قُتل ومنهم من نجا ، فأنزل اللهعزوجل :( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا ) .

[٢٨٨]

قولهعزوجل :( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) الآية. [١٢٥].

__________________

[٥٦٨] مرسل.

[٥٦٩] مرسل.