[٣٢٧]
قوله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) الآية. [٥٥].
٦٤٦ ـ روى الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، في هذه الآية ، قال :
مكث رسول اللهصلىاللهعليهوسلم بمكة عَشْرَ سنين ـ بعد ما أوحى الله إليه ـ خائفاً هو وأصحابه ، يدعون إلى الله سبحانه سراً وعلانية. ثم أمر بالهجرة إلى المدينة ، وكانوا بها خائفين : يُصْبِحُون في السلاح ، ويُمْسُون في السلاح. فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله ، ما يأتي علينا يومٌ نأمن فيه ونضع فيه السلاح؟ فقال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : لن تلبثوا إلا يسيراً حتى يجلس الرجل منكم في الملإِ العظيم مُحْتبياً ليست فيهم حديدة. فأنزل الله تعالى :( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) إلى آخر الآية. فأظهر الله تعالى نبيهصلىاللهعليهوسلم على جزيرة العرب ، فوضعوا السلاح وأمنوا. ثم قبض الله تعالى نبيه ، فكانوا آمنين كذلك في إمارة أبي بكر ، وعمر ، وعثمانرضياللهعنهم ، حتى وقعوا فيما وقعوا فيه ، وكفروا النعمة ، فأدخل الله تعالى عليهم الخوف ، وغيروا فغير الله [تعالى ما] بهم.
٦٤٧ ـ أخبرنا إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين النقيب ، قال : أخبرنا جدي ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحسن النَّصْرَابَاذِيّ ، قال حدثنا أحمد بن سعيد الدَّارِميّ ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن واقد ، قال : حدثنا أبي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبيّ بن كعب ، قال :
قدم النبيصلىاللهعليهوسلم وأصحابه المدينة ، وآوتهم الأنصار ـ رمتهم العرب عن قوس واحدة : فكانوا لا يبيتون إلا في السلاح ، ولا يصبحون إلا فيه ، فقالوا : أترون أنا
__________________
[٦٤٦] مرسل ، وعزاه في الدر (٥ / ٥٥) لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[٦٤٧] أخرجه الحاكم في المستدرك (٢ / ٤٠١) وصححه ووافقه الذهبي وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٨٣).
وزاد السيوطي نسبته في الدر (٥ / ٥٥) لابن المنذر والطبراني في الأوسط وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة.