3%

أن سَوْدَةَ بنت زَمْعَةَ كانت لها خُؤُولةٌ باليمن ، وكان يُهْدَى إليها العسلُ ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يأتيها في غير يومها يُصيبُ من ذلك العسل ، وكانت حفصةُ وعائشةُ متؤاخيتَيْن على سائر أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت إحداهما للأخرى : أما ترين إلى هذا؟ قد اعتاد هذه يأتيها في غير يومها يصيب من ذلك العسل! فإذا دخل [عليك] فخذي بأنْفِك ، فإذا قال : مالك؟ قولي : أجدُ منك ريحاً لا أدري ما هي؟ فإنه إذا دخل عليَّ قلتُ مثل ذلك. فدخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأخذتْ بأنفها فقال : مالك؟ قالت : ريحاً أجدُ منك ، وما أُراهُ إلا مَغَافِيرَ ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يُعجبه أن يأخذ من الريح الطيبة إذا وجدها. ثم إذ دخل على الأخرى قالت له مثل ذلك ، فقال : لقد قالت لي هذا فلانة ، وما هذا إلا من شيء أصبتُه في بيت سَوْدَةَ ، وو الله لا أذوقه أبداً.

قال ابن أبي ملكية : قال ابن عباس : نزلت هذه الآية في هذا :( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ ) ؟!.

[٤٣٥]

قوله تعالى :( إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) الآية. [٤]

٨٣٤ ـ أخبرنا أبو منصور المنصوري ، أخبرنا أبو الحسن الدَّارَقُطْنيُّ ، حدَّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدَّثنا عبد الله بن شَبيب ، حدَّثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز ، قال : وجدت في كتاب أبي ، عن الزُّهْري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال :

وجدتْ حفصةُ رسولَ الله ،صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مع أم إِبراهيمَ في يوم عائشةَ ، فقالت : لأخبرَنَّها ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : هي عليّ حرام إن قَرِبتُها فأخبرتْ عائشةَ بذلك ، فأعلم الله رسوله ذلك ، فَعَرَّف حفصة بعضَ ما قالت ، فقالت له : من أخبرك؟ قال :( نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) فآلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من نسائه شهراً ، فأنزل الله تبارك وتعالى :( إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما ) الآية.

__________________

[٨٣٤] في إسناده عبد الله بن شبيب : ضعيف [مجروحين ٢ / ٤٧].