رسول الله : إن قطبة بن عامر رجل فاجر ، وإنه خرج معك من الباب. فقال له : ما حملك على ما صنعت؟ قال : رأيتك فعلته ففعلت كما فعلت ، فقال : إني أَحْمِسيّ ، قال : فإن ديني دينُك ، فأنزل الله( وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها ) .
١٠١ ـ وقال المفسرون : كان الناس في الجاهلية وفي أول الإسلام إذا أحرم الرجل منهم بالحج أو العمرة ، لم يدخل حائطاً ولا بيتاً ولا داراً من بابه ، فإن كان من أهل المدن نَقَب نَقْباً في ظهر بيته منه يدخل ويخرج ، أو يتخذ سلماً فيصعد فيه ، وإن كان من أهل الوبر خرج من خلف الخيمة والفسطاط ، ولا يدخل من الباب حتى يحل من إحرامه ، ويرون ذلك ديناً إلا أن يكون من الحمس وهم قريش ، وكِنَانَة ، وخُزَاعةَ وثَقِيف ، وخَثْعَم ، وبنو عامر بن صَعْصَعَة ، وبنو النَّضر بن معاوية ، سموا حمساً لشدتهم في دينهم قالوا : فدخل رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، ذات يوم بيتاً لبعض الأنصار ، فدخل رجل من الأنصار على أثره من الباب وهو محرم ، فأنكروا عليه ، فقال له رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : لم دخلت من الباب وأنت محرم؟ فقال : رأيتك دخلت من الباب فدخلت على أثرك ، فقال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : إني أحمسي ، قال الرجل : إن كنت أحْمسياً فإني أحمسي ، ديننا واحد ، رضيت بهداك وسمتك ودينك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
[٥٢]
قوله تعالى :( وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ) الآية. [١٩٠].
١٠٢ ـ قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس :
نزلت هذه الآيات في صلح الحُدَيْبِيَة ، وذلك أن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم ، لَمَّا صُدَّ عن البيت هو وأصحابه نحر الهَدْيَ بالحديبية ، ثم صالحه المشركون على أن يرجع عامه ثم يأتي القابل على أن يُخْلُوا له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما يشاء
__________________
[١٠١] انظر (٩٩)
[١٠٢] ذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٣٤) وعزاه للواحدي وذكره في الدر (١ / ٢٠٦) ـ والكلبي ضعيف.