10%

ولا تزال أشواقهم متضاعفة إلىٰ ما قرّب من مراده، وأريحيّتهم(٦) مترادفه نحو إصداره وإيراده، وأسماعهم مصغية إلىٰ استماع(٧) أسراره، وقلوبهم مستبشرة بحلاوة تذكاره.

فحياهم منه بقدر ذلك التصديق، وحباهم من لدنه حباء البر الشفيق.

فما أصغر عندهم كلّ ما شغل عن جلاله، وما أتركهم لكلّ ما باعد من وصاله، حتّىٰ أنّهم ليتمتّعون بأُنس ذلك الكرم والكمال، ويكسوهم أبداً حلل المهابة والجلال.

فإذا عرفوا أنّ حياتهم مانعة عن(٨) متابعة مرامه، وبقاءهم حائلٌ بينهم وبين إكرامه، خلعوا أثواب البقاء، وقرعوا أبواب اللقاء، وتلذّذوا في طلب ذلك النجاح، ببذل النفوس والأرواح، وعرضوها لخطر السيوف والرماح.

وإلىٰ ذلك التشريف الموصوف سَمَتْ نفوس أهل الطفوف، حتّىٰ تنافسوا في التقدّم إلىٰ الحتوف، وأصبحوا(٩) نهب الرماح والسيوف.

فما أحقّهم بوصف السيّد المرتضىٰ علم الهدىٰ(١٠) رضوان الله عليه، وقد مدح

__________________

(٦) ر: وأريحتهم.

والأريحيّ: الواسع الخلق النشيط إلىٰ المعروف، وهو أيضاً: السخيّ الّذي يرتاح للندىٰ، وراح لذلك الأمر رواحاً وأريحية ورياحةً: أشرق له وفرح به وأخذته له خفّة وأريحيّة، لسان العرب ٥/٣٥٩ روح.

(٧) ر: اسماع.

(٨) ر: مِن.

(٩) ع: وأضحوا.

(١٠) أبو القاسم عليّ بن الحسين بن موسىٰ بن محمد بن موسىٰ بن إبراهيم ابن الإمام الكاظمعليه‌السلام ، نقيب الطالبيّين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر، مولده ووفاته ببغداد، روىٰ عن جماعة كالشيخ =