3%

( الفصل الأول )

في ذكر الدلالة على إثبات غيبتهعليه‌السلام

وصحة إمامته من جهة الأخبار

التي تقدّم ذكرها ، وذكر أحوال غيبته

تدلّ على إمامتهعليه‌السلام ما أثبتناها من أخبار النصوص ، وهي على ثلاثة أوجه :

أحدها : النصّ على عدد الأئمّة الاثني عشر ، وقد جاءت تسميتهعليه‌السلام في بعض تلك الأخبار ، ودلّ البعض على إمامته بما فيه من ذكر العدد من قبل أنّه لا قائل بهذا العدد في الامّة إلاّ من دان بإمامته ، وكلّ ما طابق الحقّ فهو حقّ.

والوجه الثاني : النصّ عليه من جهة أبيه خاصّة.

والوجه الثالث : النصّ عليه بذكر غيبته وصفتها التي يختصّها ، ووقوعها على الحدّ المذكور من غير اختلاف ، حتّى لم يحرم منه شيئا ، وليس يجوز في العادات أن تولد جماعة كذبا يكون خبرا عن كائن فيتّفق لهم ذلك على حسب ما وصفوه.

وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجّةعليه‌السلام ، بل زمان أبيه وجدّه ، حتّى تعلّقت الكيسانيّة(1) بها في إمامة ابن الحنفيّة

__________________

(1) الكيسانية : يذهب أصحاب هذه الفرقة إلى إمامة محمد ابن الحنفية بعد أخويه الحسن والحسينعليهما‌السلام ، وأنه لم يمت بل اختفى في جبال رضوى حتّى يؤذن له بالخروج على اعتبار أنّه هو المهدي المنتظر.

انظر : فرق الشيعة للنوبختي : 23 ، الشيعة بين الاشاعرة والمعتزلة : 56 ، الملل والنحل