١ ـ إنّ أسلوب وأدب الرثاء والعزاء وإقامة المآتم أسلوب اتخذه القرآن الكريم لإثارة المشاعر والعواطف للوقوف مع المظلومين والتضامن معهم والبراءة من الظالمين .
٢ ـ إذا كان أسلوب الرثاء والندبة والعزاء سنّة قرآنية اتخذها القرآن لبيان ظلامات المظلومين كالأنبياء والأولياء وكأصحاب الأخدود ، بل وحتى الناقة والموءودة ، فكيف بحبيب رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم وفلذّة كبده وريحانته ، وسيّد شباب أهل الجنة ؟ لا سيّما وأنّ القرآن الكريم أمر بمودتهم ، والمودة تعني التعاطف والتضامن معهمعليهمالسلام ، بأن يفرح المؤمن لفرحهم ويحزن لحزنهم .
لا شك أنّ مفهوم الحب والمودة والرحمة من الصفات المهمة التي أكّد عليها القرآن الكريم ، واعتبرها من الصفات الأساسية في المؤمنين كقوله تعالى :( وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِدُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللهِ وَالّذِينَ آمَنُوا أَشَدّ حُبّاً للهِ ) (١) ، وقوله تعالى :( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ
ــــــــــــــ
(١) البقرة : ١٦٥ .