4%

هذا، وسيأتي عن أخطب خوارزم رواية ابن مردويه حديث مناشدة الإِمامعليه‌السلام في الشورى، المشتمل على حديث الطير، مع جملةٍ من فضائله عليه الصلاة والسلام.

ترجمته

وابن مردويه من أعلام الحفّاظ المشاهير، تجد الثناء العظيم عليه في:

١ - تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٥٠.

٢ - سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٠٨.

٣ - الوافي بالوفيات ٨ / ٢٠١.

٤ - طبقات المفسرين ١ / ٩٣.

____________________

ثمّ زعم الإِتحاد بينه وبين « العباس بن الوليد بن بكار » الذي عنونه ابن حبان وجعل من أباطيله: « عن خالد بن أبي عمرو الأزدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش: لا إله إلّا الله وحدي، محمّد عبدي ورسولي، أيّدته بعلي » ومن مصائبه: « حدثنا عبد الله بن زياد الكلابي عن الأعمش، عن زر، عن حذيفة - مرفوعاً - في المهدي، فقال سلمان: يا رسول الله، من أي ولدك؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين ».

أقول: كأنّ الرجل يستكثر مثل هذا النداء في حق فاطمة الزهراء بضعة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيرى مثل هذا الخبر كذباً فيتّهم الرّاوي له!!.

والجدير بالالتفات هنا أنّ الذهبي لا يذكر قدحا للرجل إلّا هذا، ولو كان هناك جرح من أحد الأئمة كيحيى بن معين وأبي حاتم وأمثالهما لأورده، لكنّه تعنّت ولم يذكر كلمة أبي حاتم المادحة له: قال ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ٦ / ٢١٦ ): « عباس بن بكّار الضبيّ أبو الوليد، بصري، روى عن أبي بكر الهذلي، وحماد بن سلمة، وسعيد بن زربي. سمع منه أبي بالبصرة أيّام الأنصاري. نا عبد الرحمن قال: سئل أبي عنه فقال: شيخ ».

فإذا عرفنا علّة القدح وأنّها واهية، بقي هذا المدح بلا معارض. وعلى فرض التنزّل تقدّم كلام أبي حاتم إذ لا يعارض قول الدار قطني قوله، وعلى فرض التكافؤ تقدّم قول: أبي حاتم لقول الذهبي نفسه: « إذا وثّق أبو حاتم رجلاً فتمسّك بقوله، فإنّه لا يوثّق إلّا رجلاً صحيح الحديث » سير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٤٧.