9%

أحمد أيضاً والنسائي، من طريق سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن بريدة مختصراً، وفي آخره: فإذا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد احمرّ وجهه يقول: من كنت وليّه فعلي وليه. أخرجه الحاكم من هذا الوجه مطولا، وفيه قصة الجارية نحو رواية عبد الجليل. وهذه طرق يقوى بعضها ببعض »(١) .

وقال ابن الوزير في كلامه حول حديث ( يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ) قال: « وقد يكثر الطرق الضعيفة فيقوى المتن على حسب ذلك الضعف في القلة والكثرة، كما يعرف ذلك من عرف كلام أهل هذا العلم في مراتب التجريح والتعديل »(٢) .

وقال المناوي بشرح ( آفة العلم النسيان ): « وظاهر اقتصار المصنف على عزوه لابن أبي شيبة من طريقيه: أنه لا يعرف لغيره والاّ لذكره تقوية لهما، لكونه معلولا، والأمر بخلافه، فقد رواه بتمامه من هذا الوجه: الدارمي في مسنده، والعسكري في الأمثال، عن الأعمش. و رواه عنه ابن عدي من عدة طرق بلفظ: آفة العلم النسيان وإضاعته أن تحدّث به من ليس له بأهل، و رواه من طريق عن قيس بن الربيع بلفظ: وإضاعته أن تضعه عند غير أهله و روى صدره عن ابن مسعود أيضا البيهقي في المدخل، قال الحافظ العراقي: ورواه مطين في مسنده من حديث علي بلفظ: آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان.

فكان ينبغي للمصنف الإكثار من مخرجيه إشارةً إلى تقويته »(٣) .

٥ - صيانته عن الطعن

إن تعدّد طرق الحديث وكثرة مخرجيه يصونه عن ورود الطعن فيه، فقد

____________________

(١). فتح الباري - شرح صحيح البخاري ٨ / ٥٤ كتاب المغازي.

(٢). الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم: ٣٢.

(٣). فيض القدير - شرح الجامع الصغير ١ / ٥٢.