الفائدة التاسعة
في ذكر وجوه اشتهار الحديث وتواتره
بل إنّ حديث الطير يعد من الأحاديث المتواترة، حسب كلمات كبار أساطين علماء أهل السنّة، ونحن نذكر ذلك في وجوه:
قال ابن حجر المكي بعد الحديث الموضوع: ( مروا أبا بكر فليصلّ بالناس ) قال: « واعلم أنَّ هذا الحديث متواتر، فإنه ورد من حديث: عائشة، وابن مسعود، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن زمعة، وأبي سعيد، وعلي ابن أبي طالب، وحفصة »(١) .
وإذا كان ابن حجر يدّعي تواتر هذا الحديث الموضوع بزعم وروده من ثمانية من الصّحابة، فإنّ حديث الطير الذي رواه أحد عشر منهم - بالإِضافة إلى سيدنا أمير المؤمنينعليهالسلام - يكون متواتراً بالأولويّة، هذا، بغض النظر عن تسليم عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير يوم الشّورى، وأمّا معه فيكون تواتر اكثر وآكد.
وقال ابن حزم في ( المحلّى ) في مسألة عدم جواز بيع الماء - بعد إيراد أحاديث المنع عن أربعة من الأصحاب -: « فهؤلاء أربعة من الصحابة رضي
____________________
(١). الصواعق المحرقة: ١٣.