17%

ظهوراً، وشأنهم إلّا علواً، وأقدارهم إلّا إعظاماً، حتّى أصبحوا بإهانتهم إيّاهم أعزّاء، وباماتتهم ذكرهم أحياء، وما أرادوا به وبهم من الشرّ تحوّل خيراً.

فانتهى إلينا من ذكر فضائله وخصائصه ومزاياه وسوابقه ما لم يتقدّمه السابقون، ولا ساواه فيه القاصدون، ولا يلحقه الطالبون، ولو لا أنها كانت كالقبلة المنصوبة في الشهرة، وكالسّنن المحفوظة في الكثرة، لم يصل إلينا منها في دهرنا حرف واحد، وكان الأمر كما وصفناه »(١). .

ترجمة أبي جعفر الإسكافي

وأبو جعفر الإِسكافي من مشاهير أئمّة المتكلّمين ونحارير أكابر المعتزلة المعروفين:

قال أبو سعدالسمعاني: « أبو جعفر محمّد بن عبد الله الإِسكافي، أحد المتكلّمين من معتزلة البغداديين، له تصانيف معروفة، وكان الحسين بن علي الكرابيسي يتكلّم معه ويناظره. وبلغني أنّه مات في سنة ٢٤٠ »(٢). .

وقالياقوت: « محمّد بن عبد الله أبو جعفر الإِسكافي، عداده في أهل بغداد، أحد المتكلّمين من المعتزلة، له تصانيف، وكان يناظر الحسين بن علي الكرابيسي ويتكلم معه. مات في سنة ٢٤٠»(٣). .

وقال قاضي القضاةعبد الجبار - بعد أن عدّه في الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة -: « كان أبو جعفر فاضلاً عالماً وصنّف سبعين كتاباً في علم الكلام، وهو الذي نقض كتاب العثمانية على أبي عثمان الجاحظ في حياته،

__________________

(١). نقض العثمانية ط في آخر العثمانيّة.

(٢). الأنساب ١ / ٢٤٥.

(٣). معجم البلدان ١ / ١٨١ « إسكاف ».