وأخرج الحاكم عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العباس: كيف ورث علي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دونكم؟ قال: لأنّه كان أوّلنا به لحوقاً وأشدّنا به لزوقاً.
وبهذا البيان يظهر فساد رأي فريقين أحدهما مفرّط والآخر مفرِط، يقول أحدهما: النصرة كانت من باب الحميّة لا عن إخلاص، والآخر يقول: الاُخوة في النسب من شروط استحقاق الخلافة»(١) .
أقول:
إنا نستدل بقولهعليهالسلام : « والله إنّي لأخوه فمن أحق به منّي؟ » حيث أنّه فرّع نفي أحقيّة أحد به منه على كونه: أخاه ووليّه ووارثه.
فللولاية - إذن - معنىً رفيع جليل يختص بهعليهالسلام ويثبت أحقيته بالنبيّ عليه وآله الصلاة والسلام
فكذا « الولاية » في « حديث الولاية »
وهكذا تسقط دعوى أحقيّة فلان وفلان بالخلافة عن رسول الله.
(٣٦)
حديث بعث الأنبياء على الولاية لعلي
ومن الأحاديث المعتبرة المتفق عليها بين الفريقين: حديث السؤال ليلة المعراج من الأنبياء « بماذا بعثتم؟ فقالوا: بعثنا على شهادة أنْ لا إله إلّا الله،
__________________
(١). إزالة الخفا في سيرة الخلفاء. باب سيرة أمير المؤمنين. مآثره.