فثبت أنّ التشبيه يثبت المساواة، وأنّه تترتب أحكام المشبَّه به للمشبّه بلا كلام، فثبت مساواة أمير المؤمنين مع آدمعليهماالسلام في العلم، وترتّب أحكام علم آدم لعلم أمير المؤمنين، وكذا في باقي الصّفات المذكورة في الحديث الشريف، وهذا هو المطلوب.
وفي القرآن الكريم في سورة الأحقاف:( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) (١) .
ومن البيّن أنّ المراد من هذا التشبيه هو المساواة بين صبر نبيّناصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصبر أولي العزم من الرّسل، لا أن يكون صبره أقلّ من صبرهم، والعياذ بالله.
فالقول بأنّ فهم المساواة من التشبيه من غاية السّفاهة، يكشف عن كيفيّة اعتقاد قائله بالنّسبة إلى كلام الله المجيد.
وإنّ دليل المفسّرين في فهم المساواة من الآية، هو دليلنا على إثبات المساواة من حديث التّشبيه
قال أبو السّعود:( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) جواب شرط محذوف، أي إذا كان عاقبة أمر الكفرة ما ذكر، فاصبر على ما يصيبك من جهتهم، كما صبر اُولوا الثبات والحزم من الرسل، فإنّك من جملتهم، بل من عليّتهم، ومن للتبيين، وقيل: للتبعيض، والمراد باُولي العزم أصحاب الشرائع الذين اجتهدوا في تأسيسها وتقريرها، وصبروا على تحمّل مشاقّهم، ومعاداة الطاعنين فيها، ومشاهيرهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة
____________________
(١). سورة الأحقاف، الآية ٣٥.