قوله:
ولهذا ذكر المحقّقون من أهل التصوف أنّ الشيخين كانا حاملين لكمالات النبوّة، وكان الأمير حاملاً لكمالات الولاية.
أقول:
لا يخفى على أهل العلم: أنّ الغرض المهم ( للدهلوي ) هو الحطّ من قدر الإمامعليهالسلام وشأنه، وذكر اختصاص الإمامعليهالسلام بالكمالات الولويّة - خلافاً لوالده - ليس إلّا لتخديع العوام وتغريرهم.
إنّ أهل الفضل يعلمون بأنّ الشيخ فريد الدين العطّار النيسابوري - وهو من مشايخ الصوفية - ضمّن معنى حديث التشبيه، في شعرٍ له، وأنّ الحكيم السّنائي قد شبّه الإمامعليهالسلام بنوحٍ، في شعر له كذلك.
وأيضاً، فإنّ بعض أكابر الصوفية - كالسيّد علي الهمداني، وأمير ملّا - يروون حديث التشبيه، بل لقد روى السيّد علي الهمداني حديثاً فيه: إنّ الإمامعليهالسلام قد جمع تسعين خصلة من خصال الأنبياء لم تجمع في غيره.
وأيضاً، فإنّ أبا نعيم الحافظ الإصفهاني - وهو من أئمّة الصوفيّة كما هو معلوم - ممّن أخرج بإسناده حديث التشبيه، وكذا الطالقاني.
فمن الغريب نسبة ( الدهلوي ) هذا الكلام إلى المحقّقين من الصوفيّة، من غير أنْ يذكر اسم لقائل، وهؤلاء مشايخ الصوفية وأئمّتهم قد رووا حديث التشبيه وأثبتوه.