4%

تفسيريّ الخازن والخطيب الشربيني منها وجهان

ولكنْ يظهر - بالدقّة - أنّ الآيات في الباب بالنسبة إلى نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أربعة أنحاء:

١ - ما اشتمل على عدم سؤال الأجر.

٢ - ما اشتمل على سؤال الأجر، لكنّهم « لكم ».

٣ - ما اشتمل على عدم سؤال الأجر، وطلب « اتّخاذ السبيل إلى الله » عن اختيار.

٤ - ما اشتمل على سؤال الأجر، وهو « المودّة في القربى ».

وأيّ تنافٍ بين هذه الآيات؟! يا منصفون!

إنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يسأل الناس أجراً، إنّما يريد منهم أنْ يتّخذوا سبيلاً إلى الله، وهو ما لا يتحقّق إلّابمودّة أهل البيت، وهو لهم ولذا ورد عنهمعليهم‌السلام : « نحن السبيل »(١) نعم هم السبل، وخاصّةً « إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطّعت السبل »(٢) .

فإذن هم السبيل وهذا معنى هذه الآية في محكم التنزيل، ولا يخفى لوازم هذا الدليل، فافهم واغتنم، و( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) وحسبنا الله ونعم الوكيل.

٣ - لما ذا لم يقل: إلّا المودّة للقربى؟

وطَرْحُ هذه الشبهة من مثل الدهلوي غير بعيد، لكنّه من مثل ابن تيميّة الذي يدّعي العربيّة عجيب!! وليته راجع كلام أهل الفنّ:

____________________

(١). فرائد السمطين، عنه في ينافع المودّة: ٢٢.

(٢). مجمع الزوائد ٩ / ١٦٥.