9%

أقول:

هذا هو القول الأوّل، وهو الحقّ، أعني نزول الآية المباركة في خصوص: عليٌّ وفاطمة والحسنين، وعلى فرض التنزّل وشمولها لجميع قربى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فما ورد في خصوص أهل البيت يخصّصها.

فهذا هو القول الأوّل.

الردّ على الأقوال الأُخرى

وفي مقابله أقوال:

أحدها: إنّ المراد من( الْقُرْبى ) القرابة التي بينهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين قريش « فقال: إلّا أن تصِلوا ما بيني وبينكم من القرابة ».

والثاني: إنّ المراد من( الْقُرْبى ) هو القرب والتقرّب إلى الله، أي: إلّا أن تودّوا إلى الله في ما يقرّبكم إليه من التودّد إليه بالعمل الصالح.

والثالث: إنّ المراد من( الْقُرْبى ) هو « الأقرباء » ولكن لا أقرباء النبيّ مطلقاً، بل المعنى: إلّا أن تودّوا قرابتكم وتصِلوا أرحامكم.

والرابع: إنّ الآية منسوخة بقوله تعالى:( قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ) (١) .

أقول:

أمّا القول الأخير فقد ردّه الكلّ، حتّى نصّ بعضهم على قبحه، وقد بيّنّا أن لا منافاة بين الآيتين أصلاً، بل إحداهما مؤكّدة لمعنى الأُخرى.

____________________

(١). سورة سبأ ٣٤: ٤٧.