4%

الآخر أو جُمادى الأُولى سنة عشر، إلى بني الحارث بن كعب بنجران، وأمره أنْ يدعوهم إلى الإسلام قبل أنْ يقاتلهم، ثلاثاً، فإنّ استجابوا فاقبل منهم وإنْ لم يفعلوا فقاتلهم.

فخرج خالد حتّى قدم عليهم، فبعث الركبان يضربون في كلّ وجه ويدعون إلى الإسلام، ويقولون: أيّها الناس أسلموا تسلموا، فأسلم الناس ودخلوا في ما دُعوا إليه، فأقام فيهم خالد يعلّمهم الإسلام، وكتب إلى رسول صلّى الله عليه وسلّم بذلك.

فكتب له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يُقْبِل ويُقْبِل معه وفدهم، فأقبل وأقبل معه وفدهم، منهم قيس بن الحصين ذي الغصة وأمّر عليهم قيس بن الحصين.

فرجعوا إلى قومهم في بقيّة من شوّال أو في ذي القعدة، فلم يمكثوا إلّا أربعة أشهر، حتّى توفّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ».

٢ - الإخفاء والتعتيم على حديث المباهلة

وهذا ما حاوله آخرون، منهم:

*البخاري - تحت عنوان: قصة أهل نجران، من كتاب المغازي -:

« حدّثني عبّاس بن الحسين، حدّثنا يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: جاء العاقب والسيّد - صاحبا نجران - إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يريدان أنْ يلاعناه. قال: فقال أحدهما لصاحبه: لا تفعل، فوالله لئن كان نبيّاً فلاعنّا لا نفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. قالا: إنّا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أمينا ولا تبعث معنا إلّا أميناً، فقال: لأبعثنّ معكم رجلاً أميناً حقّ أمين.