الفصل الثالث
في دلالة آية المباهلة على الإمامة
« إعلم أنّ يوم مباهلة النبيّ صلوات الله عليه وآله لنصارى نجران كان يوماً عظيم الشأن، اشتمل على عدّة آيات وكرامات.
فمن آياته: إنّه كان أوّل مقام فَتَح الله جلّ جلاله فيه باب المباهلة الفاصلة في هذه الملّة الفاضلة عند جحود حججه وبيّناته.
ومن آياته: إنّه أوّل يوم ظهرت لله جلّ جلاله ولرسوله صلوات الله عليه وآله العزّة، بإلزام أهل الكتاب من النصارى الذلّة والجزية، ودخولهم عند حكم نبوّته ومراداته.
ومن آياته: إنّه كان أوّل يوم أحاطت فيه سرادقات القوة الإلهيّة والقدرة النبويّة بمن كان يحتجّ عليه بالمعقول والمنقول والمنكرين لمعجزاته.
ومن آياته: إنّه أوّل يوم أشرقت شموسه بنور التّصديق لمحمّد صلوات الله عليه من جانب الله جل جلاله، بالتفريق بين أعدائه وأهل ثقاته.
ومن آياته: إنّه يوم أظهر فيه رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم تخصيص أهل بيته بعلوّ مقاماتهم.
ومن آياته: إنّه يوم كشف الله جلّ جلاله لعباده أنّ الحسن والحسين عليهما أفضل السلام، - مع ما كانا عليه من صغر السنّ - أحقّ بالمباهلة من صحابة رسول الله صلوات الله عليه والمجاهدين في رسالاته.
ومن آياته: إنّه يوم أظهر الله جلّ جلاله فيه أنّ ابنته المعظّمة فاطمة