4%

السابع: أنّ الإهتداء بالشخص قد يكون بغير تأميره عليهم، كما يهتدى بالعالِم، وكما جاء في الحديث الذي فيه: ( أصحابي كالنجوم فبأيّهم اقتديتم اهتديتم ) فليس هذا صريحاً في الإمامة كما زعمه هذا المفتري.

الثامن: أنّ قوله( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) نكرة في سياق الإثبات، وهذا لا يدلّ على معيّن، فدعوى دلالة القرآن على عليٍّ باطل، والإحتجاج بالحديث ليس احتجاجاً بالقرآن، مع أنّه باطل.

التاسع: أنّ قوله:( لِكُلِّ قَوْمٍ ) صيغة عموم، ولو أُريد أنّ هادياً واحداً للجميع لقيل: لجميع الناس هادٍ. لا يقال:( لِكُلِّ قَوْمٍ ) ، فإنّ هؤلاء القوم [ غير هؤلاء القوم ]، هو لم يقل: لجميع القوم، ولا يقال ذلك، بل أضاف ( كلّاً ) إلى نكرة، لم يضفه إلى معرفة.

كما في قولك: ( كلّ الناس يعلم أنّ هنا قوماً وقوماً متعدّدين، وأنّ كلّ قوم لهم هادٍ ليس هو هادي الآخرين ). وهذا يبطل قول من يقول: [ إنّ ] الهادي هو الله تعالى، ودلالته على بطلان قول من يقول: ( هو عليٌّ ) أظهر »(١) .

* الدهلوي

وقال عبدالعزيز الدهلوي - صاحب التحفة - ما هذا تعريبه ومنها قوله تعالى:( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) ، ورد في الخبر المتّفق عليه، عن ابن عبّاس، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: أنا المنذر وعليٌّ الهادي.

وهذه رواية الثعلبي في تفسيره، وليس لمرويّاته ذاك الاعتبار التامّ.

وهذه الآية أيضاً تُعدُّ من الآيات التي يذكرها أهل السنّة في مقام الردّ على مذهب الخوارج والنواصب، ويتمسّكون بالرواية المذكورة بتفسيرها،

____________________

(١). منهاج السنّة ٧ / ١٣٩ - ١٤٣.