4%

وهي لا دلالة فيها على إمامة الأمير ونفي الإمامة عن غيره أصلاً قطعاً، لأنّ كون الشخص هادياً لا يلازمُ إمامته ولا ينفي الهداية عن غيره، ولو دلّ مجرّد الهداية على الإمامة، لكان المراد منها الإمام بمصطلح أهل السنّة، وهي الإمامة في الدين، وهو غير محلّ النزاع ». إنتهى(١) .

* الآلوسي

وقال شهاب الدين الآلوسي بتفسير الآية: « وقالت الشيعة: إنّه عليٌّ كرم الله تعالى وجهه، ورووا في ذلك أخباراً، وذكر ذلك القشيري منّا.

وأخرج ابن جرير، وابن مردويه، والديلمي، وابن عساكر، عن ابن عبّاس، قال: لما نزلت( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ ) الآية، وضع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يده على صدره فقال: أنا المنذر، وأومأ بيده إلى منكب عليٍّ كرّم الله تعالى وجهه فقال: أنت الهادي، يا عليّ! بك يهتدي المهتدون من بعدي.

وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد المسند، وابن أبي حاتم، والطبراني في الأوسط، والحاكم وصحّحه، وابن عساكر أيضاً، عن عليٍّ كرّم الله تعالى وجهه، أنّه قال في الآية: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنذر وأنا الهادي. وفي لفظ: الهادي رجل من بني هاشم - يعني نفسه - واستدلّ بذلك الشيعة على خلافة عليّ كرّم الله تعالى وجهه بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بلا فصل.

وأُجيب: بأنّا لا نسلّم صحّة الخبر، وتصحيح الحاكم محكوم عليه بعدم الإعتبار عند أهل الأثر، وليس في الآية دلالة على ما تضمّنه بوجه من الوجوه، على أنّ قصارى ما فيه كونه كرّم الله تعالى وجهه به يهتدي المهتدون بعد رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم، وذلك لا يستدعي إلّا إثبات مرتبة

____________________

(١). التحفة الإثنا عشرية: ٢٠٧.