4%

التحقيق في سنده ومدلوله

ولكنّنا لم نسمع أنّه جلد أحداً لتفضيله عليهما، بالرغم من وجود كثيرٍ من الصحابة والتابعين كانوا يجاهرون بذلك، حتّى اعترف به غير واحدٍ من أئمّة القوم، ففي الاستيعاب:

« وروي عن سلمان، وأبي ذرّ، والمقداد، وخبّاب، وجابر، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن أرقم: أنّ عليّ بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه - أوّل من أسلم، وفضّله هؤلاء على غيره »(١) .

وفي الفصل:

« اختلف المسلمون في من هو أفضل الناس بعد الأنبياء، فذهب بعض أهل السنّة وبعض المعتزلة وبعض المرجئة وجميع الشيعة: إلى أنّ أفضل الأُمّة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عليّ بن أبي طالب -رضي‌الله‌عنه -.

وقد روينا هذا القول نصّاً عن بعض الصحابة - رضي الله عنهم - وعن جماعة من التابعين والفقهاء ».

قال: « وروينا عن نحو عشرين من الصحابة: أنّ أكرم الناس على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب والزبير بن العوّام »(٢) .

وقال الذهبي:

« ليس تفضيل عليٍّ برفض ولا هو ببدعة، بل ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين »(٣) .

____________________

(١). الإستيعاب في معرفة الأصحاب ٣ / ١٠٩٠.

(٢). الفصل في الملل والنحل ٤ / ١٨١.

(٣). سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٥٧.