4%

الفصل الثاني

في دفع شبهات المخالفين

* ابن تيمية

وإذا عرفنا رواة هذا الحديث، وصحّة غير واحدٍ من طرقه في كتب القوم المعروفة المشهورة، فلا نعبأ بقول ابن تيميّة في جواب العلاّمة الحلّي: « إنّ هذا باطلٌ عن ابن عبّاس، ولو صحّ عنه لم يكن حجّة إذا خالفه من هو أقوى منه »(١) .

فقد ظهر أنّ هذا الحديث صحيح، فهو حجّة، وبه يتمّ الاستدلال، لأنّ هذه الفضيلة لم تثبت لغير أمير المؤمنينعليه‌السلام من الصحابة، فيكون هو الإمام، ومن ادّعى خلاف من هو أقوى منه، فعليه البيان! وعلى فرض وجود المخالف، فهو ممّا تفرّد به الخصم، وهذا حديث صحيح متّفق عليه بين الطرفين، فكيف يكون الحديث المخالف المزعوم أقوى؟

* ابن روزبهان

وابن روزبهان في ردّه على العلّامة الحلّي، لم ينكر وجود الحديث في الباب، ولم يناقش في سنده، قال: « هذا الحديث جاء في رواية أهل السنّة، ولكنْ بهذه العبارة: سبّاق الأُمم ثلاثة، مؤمن آل فرعون، وحبيب النجّار، وعلي ابن أبي طالب ».

____________________

(١). منهاج السنة ٧ / ١٥٤.