4%

قال قائل: فالمراد أنّهم يتصدّقون ويصلّون ولم يرد به فعل الصدقة في الصلاة. قيل له: هذا تأويل ساقط، من قِبَل أنّ قوله تعالى:( وَهُمْ راكِعُونَ ) إخبار عن الحال التي تقع فيها الصدقة، كقولك: تكلّم فلان وهو قائم، وأعطى فلاناً وهو قاعد، إنّما هو إخبار عن حال الفعل فثبت أنّ المعنى ما ذكرناه من مدح الصدقة في حال الركوع أو في حال الصلاة.

وقوله تعالى:( وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) يدل على أن صدقة التطوّع تسمّى زكاةً، لأنّ عليّاً تصدّق بخاتمه تطوّعاً، وهو نظير قوله تعالى:( وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ ) قد انتظم صدقة الفرض والنفل، فصار اسم الزكاة يتناول الفرض والنفل، كاسم الصدقة وكاسم الصلاة، ينتظم الأمرين »(١) .

وكذا في تفسير القرطبي - نقلاً عن الكيا الطبري(٢) وأشار إليه الزمخشري وأبو السعود وغيرهما.

قلت: وفيه فوائد:

١ - ترتّب الأثر الفقهي، واستنباط الحكم الشرعي من هذه القضيّة.

٢ - إنّ لفظ « الزكاة » يعم الفرض والنفل.

٣ - إنّ « الواو » في( وَهُمْ راكِعُونَ ) حاليّة.

الثانية: رأي الإمام الباقر في نزول الآية

ولقد ذكر بعضهم كالجصّاص في عبارته المذكورة الإمام أبا جعفر الباقرعليه‌السلام في القائلين بنزولها في أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وبه يرد على ما نقله الدهلوي في ( التحفة الإثني عشرية ) عن تفسير النقّاش أنّه عزا إلى الإمام

____________________

(١). أحكام القرآن للجصّاص ٢ / ٦٢٥ - ٦٢٦.

(٢). تفسير القرطبي ٦ / ٢٢١.