4%

الفصل الثاني

في دلالة الآية على الإمامة

وقد استدل أصحابنا بهذه الآية المباركة - بالنظر إلى الأحاديث المعتبرة والمتفق عليها، الصريحة في نزولها في أمير المؤمنينعليه‌السلام لما تصدَّق بخاتمه وهو راكع - منذ قديم الأيّام، نذكر هنا كلمات بعضهم:

* قال الشريف المرتضى: « ويدل على ذلك قوله تعالى:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ) وقد ثبت أنّ لفظة « وليّكم » في الآية تفيد من كان أولى بتدبير أُموركم ويجب طاعته عليكم. وثبت أيضاً أنّ المشار إليه في قوله تعالى:( وَالَّذِينَ آمَنُوا ) أمير المؤمنين. وفي ثبوت ذلك وضوح النص عليه بالإمامة »(١) .

* قال شيخ الطائفة: « وأمّا النص على إمامته من القرآن، فأقوى ما يدلّ عليها قوله تعالى:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) .

ووجه الدلالة من الآية هو: إنّه ثبت أنّ المراد بلفظة « وليّكم » المذكورة في الآية: من كان متحقّقاً بتدبيركم والقيام باُموركم وتجب طاعته عليكم، وثبت أنّ المعنيّ بـ « الذين آمنوا » أمير المؤمنينعليه‌السلام وفي ثبوت هذين الوصفين دلالة على كونهعليه‌السلام إماماً لنا »(٢) .

* وقال الشيخ نصير الدين الطوسي: « ولقوله تعالى:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ )

____________________

(١). الذخيرة في علم الكلام: ٤٣٨.

(٢). تلخيص الشافي ٢ / ١٠.