4%

الفصل الثاني

في سقوط القولَين الآخَرَين

وبهذه الأحاديث الصحيحة المتّفق عليها بين المسلمين يسقط القولان الآخَران، لأنّ المفروض أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسّر بنفسه - قولاً وفعلاً - الآية المباركة، وعيّن من نزلت فيه، فلا يُسمع - والحال هذه - ما يخالف تفسيره كائناً من كان القائل، فكيف والقائل بالقول الأوّل هو « عكرمة»؟!

وقد كان هذا الرجل أشدُّ الناس مخالفةً لنزول الآية في العترة الطاهرة فقط.

فقد حكي عنه أنّه كان ينادي في الأسواق بنزولها في زوجات النبيّ فقط(١) وأنّه كان يقول: « من شاء باهلته أنّها نزلت في نساء النبيّ خاصّة »(٢) .

وقد كان القول بنزولها في العترة هو الرأي الذي عليه المسلمون، كما يبدو من هذه الكلمات، بل جاء التصريح به في كلامه حيث قال: « ليس بالّذي تذهبون إليه، إنّما هو نساء النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(٣) .

إلّا أنّ من غير الجائز الأخذ بقول عكرمة في هذا المقام وأمثاله!

____________________

(١). تفسير الطبري ٢٢ / ٧، تفسير ابن كثير ٣ / ٤١٥، أسباب النزول: ٢٦٨.

(٢). الدرّ المنثور ٥ / ١٩٨، تفسير ابن كثير ٣ / ٤١٥.

(٣). الدرّ المنثور ٥ / ١٩٨.