النار وما يرتبط بها

النار وما يرتبط بها

 الحديث عنها من خلال:

1 ـ التعريف بها: عن الإمام علي (عليه السلام): «إنها نار لا يهدأ زفيرها ولا يفك أسيرها ولا يجبر كسيرها، حرها شديد وقعرها بعيد وماؤها صديد»([1]).

2 ـ أبواب النار ودركاتها وأسماؤها:

قال تعالى: (وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزءٌ مقسوم). الحجر / 43

وعن الباقر (عليه السلام) في شرح الآية المتقدمة: «فبلغني أن الله جعلها سبع دركات: أعلاها: الجحيم، يقوم أهلها على الصفا منها تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها، والثانية لظى، نزاعة للشوى، تدعو من أدبر وتولى، وجمع فأوعى، والثالثة: سقر، لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشر، والرابعة: الحطمة، ومنها يثور شرر كالقصر، كأنها جمالة صفر، والخامسة: الهاوية، فيها ملاً يدعون: «يا مالك أغثنا»، فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيه صديد ماء يسيل من جلودهم كأنه مهل، والسادسة: هي السعير، فيها ثلاثمائة سرادق من نار، والسابعة: جهنم، وفيها الفلق وهو جب في جهنم إذا فتح أسعر النار وهو أشد النار عذاباً»([2]).

3 ـ خلق النار ومدّة العذاب: والنار مخلوقة والدليل عليها هو نصوص القرآن ومعراج النبي (صلى الله عليه وآله) وما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام)، أمّا القرآن فمن ذلك قوله تعالى: (وبرزت الجحيم للغاوين). الشعراء / 91، وأمّا من الروايات وقد بينا ذلك في الحديث عن خلق الجنّة، وأهل النار محكومون على الدوام والإستمرار يستثنى منهم طوائف لهم عقوبات محدودة يخرجون بعد إنهائها أو بعد حصول الشفاعة، قال تعالى: (والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون). البقرة / 82

4 ـ من هم أهل النار؟ وأهل النار هم من المستكبرين والطواغيت والشياطين ومن العصاة والمنحرفين والمنافقين الذي تنكروا للحق وعاثوا في الأرض فساداً، قال تعالى: (لا يصلاها إلاّ الأشقى * الذي كذب وتولى). الليل / 25، وقال: (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار). البقرة / 81، وقال: (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار). النساء / 145

5 ـ عذاب النار: والعذاب فيها على نوعين:

الأول: العذاب النفسي: ومن مصاديقه:

* غضب الله تعالى، قال تعالى: (وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدَّ لهم جهنم). الفتح / 6

* سوء المعاملة، قال تعالى: (عليها ملائكة غلاظ شداد). التحريم / 6

وقال: (قال اخسؤا فيها ولا تكلمون). المؤمنون / 108

وقال: (يوم يدّعون إلى نار جهنم دعّا). الطور / 13

* التخاصم فيما بينهم، قال تعالى: (إن ذلك لحق تخاصم أهل النار). ص / 64

وقال: (وإذ تبرأ الذين إتبعوا من الذين أتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب). البقرة / 166

* الندم على ضلالهم وتقصيرهم في جنب الله تعالى، قال تعالى: (وأسروا الندامة لما رأوا العذاب). يونس / 6

* شماتة أهل الجنّة بهم، قال تعالى: (فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون). الغاشية / 16

الثاني: العذاب الجسمي: ومن مصاديقه:

* الطعام، هو من الضريع والزقوم والغسلين، قال تعالى: (ليس لهم طعام إلاّ من ضريع لا يُسمن ولا يغني من جوع). الغاشية / 6

وقال: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم). الدخان / 44

وقال: (فليس له ها هنا حميم ولا طعام إلاّ من غسلين). الحاقة / 36

* الشراب، وهو من الحميم «الماء الحار» والغساق والصديد:

قال تعالى: (والذين كفروا لهم شراب من حميم). يونس / 4

وقال: (لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً * إلاّ حميماً وغساقاً). النبأ / 25

وقال: (ويسقى من ماء صديد). إبراهيم / 16

* الثياب، وثيابهم من ماء القطران والنار:

قال تعالى: (سرابيلهم من قطران). إبراهيم / 50

وقال: (فالذين كفروا قطّعت لهم ثياب من نار). الحج / 19

* السلاسل والأغلال والعمد ومقامع الحديد:

قال تعالى: (إذ الأغلال في أعناقهم والسلاس يسحبون). غافر / 71

وقال: (في عمد ممددة). الهمزة / 9،

وقال: (ولهم مقامع من حديد). الحج / 21

* نضج الجلود وشوي الوجوه وصهر ما في البطون، وحرق القلوب:

قال تعالى: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا عذاب الحريق). النساء / 5، وقال: (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه). الكهف / 29، وقال: (يغلي في البطون). الدخان / 47

وقال: (نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة). الهمزة / 7

* الأخذ بالنواصي والأقدام وسائر الأطراف:

قال تعالى: (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام). الرحمن / 41، وقال: (كلا إنها لظى * نزاعة للشوى). المعارج / 16

* الرعب والفزع:

قال تعالى: (وجوه يومئذ باسرة * تظن أن يفعل بها فاقرة). القيامة / 24

وقال: (وجوه يومئذ عليها غبرة * ترهقها قترة). عبس / 40

* مسخ الخلقة:

قال تعالى: (فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين). البقرة / 65

وقال: (من