الکلمات القصار لامام الصادق (عليه السلام)

الکلمات القصار للامام الصادق (عليه السلام)

جاء عنه أنه قال : أفضل الملوک من اعطي ثلاث خصال الرأفة و الجود و العدل و عليهم أن لا يفرطوا في ثلاث في حفظ الثغور و تفقد المظالم و اختيار الصالحين لأعمالهم . و قال : ثلاثة لا يعوز فيها المرء : مشاورة ناصح ، و مداراة حاسد و التحبب إلي الناس . و قال : احذر من الناس ثلاثة : الخائن و الظلوم و النمام ، لأن من خان لک خانک و من ظلم لک سيظلمک ، من نم اليک سينم عليک.

و ثلاثة من تمسک بها نال من الدنيا بغية من اعتصم بالله و رضي بقضاء الله و أحسن الظن بالله ، و قال اعبد الناس من أقام الفرائض و أزهد الناس من ترک الحرام.
کل ذي صناعة مضطر إلي ثلاث خلال يحتلب بها الکسب : ان يکون حاذقا في عمله موديا للامانة فيه مستميلا لمن استعمله.
اذا لم تجتمع القرابة علي ثلاثة أشياء تعرضوا لدخول الوهن عليهم و شماتة الاعداء بهم ، و هي ترک الحسد فيما بينهم لئلا يتحزبوا فيتشتت امرهم ، و التواصل ليکون ذلک حاديا لهم علي الالفة ، والتعاون لتشملهم العزة.
و قال له رجل : إني أحب الدنيا ، فقال له الامام : تصنع بها ماذا؟
قال : اتزوج منها و أحج و أنفق علي عيالي و أنيل اخواني ، فقال الامام : ليس هذا من الدنيا بل هو من الاخرة.
ثلاثة لا يصيبون إلا خيرا : اولو الصمت و تارکو الشر ، والمکثرون من ذکر الله و رأس الحزم التواضع .
فقال له بعضهم و ما التواضع يا ابا عبدالله ؟ قال : ان ترضي من المجلس بدون شرفک و ان تسلم علي من لقيت ، و ان تترک المراء و ان کنت محقا.
و قال للمفضل بن عمر : اوصيک بست خصال تبلغهن شيعتي : اداء الامانة الي من ائتمنک ، و ان ترضي لاخيک ما ترضي لنفسک ، و اعلم ان للامور اواخر فاحذر العواقب ، و ان للامور بغتات فکن علي حذر ، و ياک و مرتقي جبل اذا کان المنحدر و عرا، و لا تعدنّ أخاک ما ليس في يدک و فاؤه.
و کان رجل يلازم الامام (ع) و يتردد عليه فانقطع عنه ، و لما سأل عنه قال له بعض من في مجلسه : انه نبطي منتقضا له ، فقال (ع) : أصل الرجل عقله و حسبه دينه و کرمه تقواه و الناس في آدم مستوون.
و في بعض الرويات ان عبدالعزيز القزاز کان يذهب إلي تأليه أهل البيت فدخل علي الامام الصادق (ع) فقال له : يا عبدالعزيز ضع لي ماء أتوضأ به ، قال عبدالعزيز: ففعلت ، فلما دخل قلت في نفسي : هذا الذي قلت فيه ما قلت ، فلما خرج قال : يا عبدالعزيز ، لا تحمل علي البناء فوق ما يطيق انا عبيد مخلوقون ، وقال (ع) : اتقوا الظلم فأن دعوة المظلوم تصعد إلي السماء ، و من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم ، و کان رسول الله يقول: من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم و من سمع رجلا ينادي يا للمسلمين و لم يجبه فليس بمسلم.
و قال :
المومن من طاب مکسبه و حسنت خليقته و صلحت سريرته و انفق الفضل من ماله و أمسک الفضل من کلامه و کفي الناس شره و أنصف الناس من نفسه.
ياکم و الخصومة فإنها تشغل القلب و تورث النفاق و من زرع العداوة حصد ما بذر ، و من لم يملک غضبه لم يملک عقله.
من کافأ السفيه بالسفه فقد رضي بما اوتي اليه حيث احتذي مثاله ، و منم عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه فإن دعا لم يستجب له و لم يوجره الله علي ظلامته ، و من کف يده عن الناس فإنما يکف يدا واحدة و يکفون عنه يدي کثيرة.
الفقهاء امناء الرسل فاذا ريتم الفقهاء قد رکبوا الي السلاطين فاتهموهم علي دينکم.
و قال (ع) : ثلاثة تکدر العيش السلطان الجائر و جار السوء و المرأة البذيئة ،و ثلاثة لا يصلح العالم بدونها إلامن و العدل و الخصب.
و ثلاثة يجب علي کل انسان ان يتجنبها: مقارنة الاشرار و محادثة النساء و مجالسة أهل البدع.
و من رزق ثلاثا نال الغني الاکبر القناعة بما أعطي و اليأس مما في يدي الناس و ترک الفضول.
و قال لبعض اصحابه : لا تشاور الاحمق و لا تسعن بکذاب و لا تثق بمودة الملوک ، فان الکذاب يقرب لک البعيد و يبعد لک القريب ، و الاحمق يجهد لک نفسه و لا يبلغ ما تريد ، و الملک اوثق ما کنت به يخذلک و أوصل ما کنت له يقطعک ، و لا يستغن أهل کل بلد عن ثلاثة : فقيه عالم ورع و أمير خير مطاع و طبيب بصير ثقة ، فان عدموا ذلک کانوا همجا رعاعا.
و قال (ع) : اذا کان الزمان زمان جور و أهله غدر فالطمأنينة إلي کل أحد عجز ، و اذا اردت أن تعلم صحة ما عند أخيک فأغضبه فإن ثبت لک علي المودة فهو أخوک و إلا فلا.
و قال (ع) : خف الله کأنک تراه و ان کنت لا تراه فإنه يراک ، و ان کنت تري أنه لا يراک فقد کفرت ، و إن کنت تعلم أنه يراک ثم برزت بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين إليک.
ثلاثة هم أقرب الخلق الي الله يوم القيامة : رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه أن يحيف علي من هو دونه و من هو تحت يديه ، و رجل مشي بين اثنين فلم يمل مع احدهما علي الاخر ، و رجل قال الحق فيما له و عليه . و ثلاثة تجب لهم الرحمة : غني افتقر و عزيز قوم ذل و عالم تلاعب به الجهال ، و إذا اراد الله برعية خيرا جعل لهم سلطانا رحيما و وزيرا عادلا.
و کان يقول : والله ما ذئبان ضاريان في غنم غاب عنها رعاتها بأشد فتکا فيها من حب الجاه و المال في دين المسلم ، و يقول : ليس لک أن تأتمن الخائن و قد جربته ، وليس لک ان تتهم من ائتمنت ، و ليس لملول صديق ، و لا لحسود غني و أحب أخواني من أهدي إلي عيوبي ، و إن من أوثق عري اليمان أن تحب في الله و تبغض في الله و تعطي في الله و تمنع في الله ، و لا تظنن بکلمة خرجت من أخيک سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا.
و قال لبعض شيعته : ما بال اخيک يشکوک ، فقال : يشکوني ان استقضيت عليه حقي ، فجلس مغضبا ثم قال: کأنک اذا استقصيت عليه حقک تسيء اليه أريتک ما حکي الله عن قوم يخافون سوء الحساب اخافوا ان يجور الله عليهم لا و لکنهم خافوا الاستقصاء فسماه الله سوء الحساب فمن استقصي علي أخيه فقد اساء اليه.
انتهي/125
-------------------
سيرة الائمة الاثني عشر  

هاشم معروف الحسني