شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

الشهادة على الأعمال في الآخرة

1 المشاركات 05.0 / 5
بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم مشاهدينا الأكارم ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة بطيب هذه الأيام المباركة، أهلاً بكم ومرحبا في حلقة أخرى من برنامج مطارحات في العقيدة، موضوع هذه الحلقة أعلنه في بدايتها، القسم الثالث من مبحث شهداء الأعمال في الآخرة، من الموضوعات المهمة وذات الآثار العملية والتربوية على حياة المؤمنين، بل المسلمين جميعا.افتتح هذه الحلقة بحديث له ارتباط بهذا الموضوع مروي في تفسير علي ابن إبراهيم رضوان الله عليه، عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير بعض الآيات الكريمة، جاء في ذيل هذا الحديث أن الله تبارك وتعالى جعل على هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله شهيدا من أهل بيته وعترته ما كان في الدنيا منهم احد، فان فنوا هلك أهل الأرض، قال رسول الله صلى الله عليه وآله جعل الله النجوم أمان لأهل السماء وجعل أهل بيتي أماناً لأهل الأرض.

أهلاً بكم ومرحبا أحبائي.
مرحبا بكم مشاهدينا الأكارم مرة أخرى ومرحبا بضيفنا الكريم سماحة السيد كمال الحيدري.
سماحة السيد استفادة من الوقت اختصر المقدمة وادخل في صلب الموضوع، في الحلقة السابقة انتم بينتم احد الشروط الأساسية لتحمل أو للقيام بدور الشاهد على أعمال العباد أو الخلق، وهو شرط تحمل الشهادة أو الإحاطة العلمية بأعمال وبحقائق أعمال العباد، ما هو الشرط الثاني؟ تفضلوا.
   السيد: كما اشرنا في الحلقة السابقة بأن أداء الشهادة على أعمال الخلائق يوم القيامة يتوقف على تحمل الشهادة في نشأة العمل، ومن الواضح أن تحمل الشهادة يستدعي معرفة تلك الأعمال والوقوف عليها بحقائق فضلا عن ظواهرها، وبتعبير القرآن الكريم ينبغي أن تصل هذه المعرفة إلى درجة الرؤية، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، يعني لا يكفي العلم المتعارف، وإنما لا بد أن يصل العلم والمعرفة بالأعمال وبحقائقها، بظواهرها وببواطنها إلى درجة تصل إلى درجة الرؤيا، قال وقل اعملوا، هذا هو الشرط الأول الذي اشرنا إليه في الحلقة السابقة.
الشرط الثاني الذي ينبغي أن يتوفر في الشاهد على أعمال الخلائق يوم القيامة هو عدم الاشتباه، عدم النسيان، عدم الخطأ، عدم السهو، وبعبارة واضحة جامعة أن يكون معصوما في تحمل الشهادة وفي أداءها، لأنه الإنسان قد يكون عادلا، قد يكون معصوما في أداء الشهادة ولكنه يكون مشتبها في تحمل الشهادة، قد يكون معصوما وعادلا في تحمل الشهادة ولكنه عندما يريد أن يؤديها قد يقع في اشتباه، المقدم: يعني لا يؤديها بالصورة المطلوبة.
السيد: بالصورة المطلوبة لأنه قد ينسى مثلا، قد يشتبه مثلا، قد يسهو، هو وقف على الحقيقة كاملة ولكن عندما أراد أن يؤديها لم يؤديها كما ينبغي.
من هنا لكي تؤدي الشهادة أثرها المطلوب ولا تدخل المطيع إلى النار وتدخل العاصي إلى الجنة، لا بد أن يكون هذا الشاهد معصوما في كلتا المرحتلين، في مرحلة تحمل الشهادة، وفي مرحلة تحمل الشهادة.
من هنا نجد أن الآيات القرآنية وكلمات علماء المسلمين، ولا اقل بعض علماء المسلمين أكدت على هذه الحقيقة وهي انه هذا الشاهد الذي يشهد على أعمال الخلائق ينبغي أن لا يقع منه أي خطا وأي سهو وأي نسيان، وأي اشتباه، بل لا بد أن يكون معصوما في الأداء وفي التحمل.
المقدم: سماحة السيد افهم من كلامكم بأنه هنا يظهر لنا دليل آخر للعصمة الشاملة؟
السيد: نعم، هذا الذي أريد أن أقوله، هذا الذي إنشاء الله تعالى سوف نقف عليه عندما نصل إلى النتائج المترتبة على مسألة شهادة الأعمال، نعم وهو كذلك، يعني أن مسألة الشهادة على الأعمال واحدة من أهم أدلة العصمة بمراتبها وبمراحلها المختلفة كما سأشير.
من أولئك الذين أشاروا إلى هذه الحقيقة الفخر الرازي مرة أخرى في تفسيره القيم في الجزء العشرين صفحة 80 في ذيل هذه الآية المباركة، في ذيل قوله تعالى الآية 89 من سورة النحل: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ) (النحل: من الآية89). هناك عندما يصل إلى هذه الحقيقة يقول فحصل هذه العبارة، قرانا بعض منها في الحلقات السابقة والآن أكمل قراءة العبارة كاملة من الفخر الرازي في ذيل الآية 89 من سورة النحل.
قال: فحصل من هذا أن عصرا من الأعصار لا يخلو من شهيد على الناس، وهذا ما بيناه في البحث السابق من انه لكل امة شهيد، وذلك الشهيد، محل الشاهد في كلام الفخر الرازي، وذلك الشهيد لا بد وان يكون غير جائز الخطأ، لا يجوز عليه الخطأ، لا انه قد يخطا ولكنه يكون معفواً، أنا وأنت، عموم الناس قد يخطئون، بمقتضى حديث الرفع رُفع عن أمتي تسع، الخطأ النسيان السهو ونحو ذلك، هذه مرفوعة، الشاهد على أعمال الخلائق لا يجوز عليه الخطأ، لماذا؟ لأنه لو جاز عليه الخطأ في مرحلة تحمل الشهادة، أو في مرحلة أداء الشهادة كانت الآثار خطيرة جدا، لأنه قد يشهد على انسان انه عصى، يعني هو كان يعتقد أن هذا زيد الذي عصى وفي الواقع هو ليس زيد وإنما هو عمرو مثلا، وبالعكس قد يشهد انه قد أطاع وفي الواقع انه لم يطع الله سبحانه وتعالى. هذا خير دليل على انه، طبعا من الناحية العقلية نستطيع أن نثبت هذه العصمة للشاهد من خلال العقل بهذا البيان الذي أشرت إليه، وهذه عبارة واضحة.
يقول لماذا لا ينبغي أن يكون جائز الخطأ؟ يقول والا لافتقر إلى شهيد آخر، لأنه إذا كان هو جائز الخطأ إذن يحتاج إلى من يشهد على أعماله، وإذا كان الثاني أيضاً جائز الخطأ لاحتاج إلى ثالث يشهد على أعماله، ويلزم التسلسل لا إلى نهاية، والى لافتقر إلى شهيد آخر ويمتد ذلك إلى غير النهاية وذلك باطل، يعني انه لا يجوز أن يكون جائز الخطأ، هذه عبارة الفخر الرازي وكذلك السيد الطباطبائي بشكل واضح، أنا انقل كلمة واحدة من علماء أتباع الخلفاء وكلمة أخرى للسيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه أيضاً في ذيل هذه الآية المباركة من سورة النحل هذه عبارته:
يقول: وعلى هذا فمن الواجب أن يكون هذا الشهيد، الذي يشهد على أعمال الخلائق، أن يكون ذا عصمة إلهية يمتنع عليه الكذب والجزاف، والا لو أمكن منه الكذب ولو اشتباها ولو خطئا ولو سهوا لا عمدا، وان يكون عالما بحقائق الأعمال، هذه النقطة التي اشرنا إليها في ما سبق، قلنا لا يكفي أن نقول بان الذي يتحمل الشهادة أن يقف على ظواهر الأعمال، ومن هنا أبطلنا نظرية الفخر الرازي من أن الإجماع لا يمكن أن يكون المراد من الشاهد في الآيات، وان يكون عالما بحقائق الأعمال التي يشهد عليها، لا بظاهر صورها وهيئاتها، لأنه الله سبحانه وتعالى يحاسب الناس على نياتهم، لا بد أن تكون النية خالصة، أما إذا كانت النية رياء، أو كانت الإنسان منافقا من حيث الاعتقاد لا قيمة لأعماله.
يقول: لا بظاهر صورها وهيئاتها المحسوسة، بل بحقيقة ما انعقدت عليه في القلوب، يعني أن الأعمال لا بد أن تكون كما هي عليه في القلوب، وان يستوي عنده الحاضر والغائب من الناس، لا انه إذا حضر عند احد يشهد، إذا لم يحضر، وهذا يكشف لنا من أن الجميع حاضر عند المعصوم، وعند الشاهد.
إذن هذا هو الشرط الثاني الذي تثبته هذه الحقيقة، وهي انه ينبغي أن يكون، هذا كلامنا في الشرط الثاني، الشرط الثاني: أن يكون معصوما في كلتا المرحلتين.
المقدم: طيب سماحة السيد كمال الحيدري من مظاهر النسيان إني نسيت في بداية هذه الحلقة أن اعتذر عن التأخير الذي حصل في بدايتها لبعض الخلل الفني أو لبعض الأسباب الفنية، على أي حال، أما المعصوم عليه السلام فلا يمكن أن ينسى.
السيد: لا يمكن، ولا يسهو ولا يخطا، ولا يشتبه.
المقدم: مع انه المخرج ذكرني اعتذر للتأخير ولكني نسيت، على أية حال المعصوم هذه المراتب من النسيان كلها معصوم فيها.
السيد: كلها معصوم فيها.
المقدم: طيب انتم أشرتم في طيات حديثكم إلى قضية انه هنالك مجموعة من النتائج المترتبة على وجود شاهد لكل امة، ما هي أهمها؟
السيد: واقعا هذه المسألة ومع الأسف الشديد انه لم يقف عندها علمائنا بشكل دقيق ومفصل، أنا أتصور أن مسألة الشهادة على الأعمال وان الائمة والانبياء يشهدون على أعمال الخلائق تترتب عليها آثار عقائدية كثيرة، وتربوية، نعم البعد الأخلاقي والتربوي واقعا موجود، ولكن أنا أتكلم في شخص الشاهد الآن، لا في شخص المشهود عليهم، يعني الآثار المترتبة بعد أن ثبت لنا انه لا بد في كل امة من شهيد انه صريح الآية المباركة تبين هذه الحقيقة، صريح الآية المباركة
تقول: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (النحل: من الآية89) ، صريح القرآن الكريم يثبت لنا هذه الحقيقة، طبعا في سورة النساء أيضاً هذه الحقيقة واضحة بشكل واضح في سورة النساء(فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) (النساء: من الآية41)، إذن كل امة يوجد شهيد عليها.
السؤال المهم المطروح: ما هي أهم الآثار المترتبة على وجود الشاهد في كل امة؟
الامر الأول الذي يثبت هو أن الارض لا تخلو من حجة لله، وهذه من أهم المفاصل التي وقع فيها الخلاف فيها بين مدرسة أهل البيت عليهم السلام والاتجاهات الأخرى، فان هذه الحقيقة القرآنية، حقيقة قرآنية، يعني نظرية انه لا بد من وجود إمام أو من وجود حجة أو عبر تعبيراً قرآنياً، قل لا بد من وجود شاهد وشهيد في كل امة وفي كل زمان هذه حقيقة من الحقائق القرآنية، هذه النكتة بودي أن المشاهد الكريم يقف عندها جيدا، متأملاً، صريح القرآن الكريم يثبت لنا انه لا بد في الأمة من شهيد ومن شاهد حي حاضر معهم، التفتوا جيدا، لا يقول لنا قائل الشهيد في زماننا هو النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، نعم بمعنىٍ من المعاني هو شهيد ولكنه نحتاج إلى شهيد حي حاضر، كما أثبتت آية سورة عيسى عليه السلام عندما قال هناك بأنه أنا كنت شهيدا عليهم ما دمت فيهم، (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ) (المائدة: من الآية117)، وهذا يكشف على انه لا يكفي في الشاهد أن يكون ولو في عالم الملكوت وانتقل من هذه النشأة، لا لا، لا بد أن يكون في هذه النشأة، ما دمت فيهم،( فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ) (المائدة: من الآية117). إذن الحقيقة الاولى التي ينبغي أن يُلتفت إليها هي انه لا بد في كل زمان من شهيد، ومن شاهد، ولذا الفخر الرازي في مواضع متعددة يثبت هذه الحقيقة، أنا أشير إلى موضعين، يقول فثبت انه لا بد في كل عصر من أقوام تقوم الحجة بقولهم، وهذا الذي نحن قلناه بان الارض لا تخلو من حجة، وهذا صريح الروايات الواردة من الفريقين أن الارض لا تخلو من حجة، لا تخلو من إمام، أساساً روايات لو لم يبقى منها في هذا العالم الا اثنان لكان احدهما الإمام، لكان احدهما الحجة والروايات كثيرة ولعلنا عرضنا لها في مواضع متعددة، هذا موضع يشير إليه، في موضع آخر يشير إليه الفخر الرازي في تفسيره الجزء السادس عشر صفحة 175، عبارته هناك في ذيل هذه الآية المباركة من سورة التوبة, (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)  (التوبة:119)، التفتوا جيدا ماذا يقول الفخر الرازي،
يقول: فكانت الآية دالة، وأنا اعتذر من المشاهد الكريم أنني لا استطيع أن أقف مفصلا عند كلمة كلمة واشرحها من الناحية الكلامية، فكانت الآية دالة على من كان جائز الخطأ كما هو عموم الناس وجب كونه مقتديا بمن كان واجب العصمة، يقول هذه الآية لها دلالة واضحة بأنه من هو جائز الخطأ كما هو عموم الناس يجب عليهم أن يقتدوا بمن؟ بمن هو واجب العصمة، يعني يجوز عليه الخطأ أو لا يجوز عليه الخطأ؟ لا يجوز عليه الخطأ، وهم الذين حكم الله تعالى بكونهم صادقين، فهذا يدل على انه واجب على جائز الخطأ كونه مع المعصوم عن الخطأ.
لا بد أن يقتدي بمن؟ كونوا مع الصادقين، حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعا لجائز الخطأ عن الخطأ، وهذا المعنى قائم في جميع الأزمان، لان الآية المباركة أمرت مطلقا، قالت كونوا مع الصادقين، لا بد أن يوجد صادق حتى أكون مع الصادقين، فوجب حصوله في كل الأزمان إلى أن يقول قوله: لما لا يجوز أن يكون المراد هو كون المؤمن مع المعصوم الموجود في كل زمان، قلنا، محل الشاهد هذه الجملة، قلنا نحن نعترف بأنه لا بد من معصوم في كل زمان. لا حيلة له، لا بد له الا أن يعترف بهذه الحقيقة التي صدع بها القرآن الكريم وهي مدرسة أهل البيت.
نعترف بأنه لا بد من معصوم في كل زمان، رجع إلى طريقته السابقة، الا إنّا نقول ذلك المعصوم هو مجموع الأمة، يعني الإنسان إذا أراد أن يكون مع المعصوم لا بد أولاً أن يفتش عن كل الأمة فإذا وجد اجمعوا يكون مع إجماعهم.
أنا لا اعلم أي عقل سليم يستطيع أن يقبل أن هذا المعصوم وان هذا الصادق الذي وجب الكون معه هو إجماع الأمة أو مجموع الأمة.
إذن المهم الحقيقة الاولى التي نستفيدها من مسألة الشهادة على الأعمال هو ضرورة وجود إمام معصوم في كل زمان وان الارض لا تخلو من حجة.
الحقيقة الثانية وهي المهمة والتي أشار إليها الأخ الحاج عباس وهي انه هذه تثبت لنا العصمة ولكن على مستوى الموضوعات الخارجية، وهذه حقيقة من أهم الحقائق التي وقع الاختلاف فيها بين علماء الكلام، وهي أن النبي أو الإمام هل هو معصوم على مستوى بيان الحلال والحرام أو بالإضافة إلى ذلك هو معصوم على مستوى تطبيق الحلال والحرام، يعني كما انه لا يخطا في بيان الحلال والحرام لا يخطا ولا يسهو في تطبيق ذلك، اتفقت كلمتهم، طبعا أن النبي والمعصوم لا بد أن يكون معصوما على مستوى التبليغ ولا بد أن يكون معصوما على مستوى التطبيق، لكن وقع الكلام بينهم انه على مستوى الموضوعات الخارجية يقع منه الاشتباه أو لا يقع؟
يعني مثلا اقترض منه شخص درهما، دينارا، يمكن أن ينساه أو أن يشتبه، أن يسهو، إذا شهد على قضية صار شاهدا يمكن أن يخطا؟ إذا سُئل عن فلان يمكن أن يخطا انه من هو أو لا يمكن؟
أدلة الشهادة على الأعمال تثبت انه يستحيل، لا يمكن عقلا أن يكون مشتها على مستوى الموضوعات، والا يؤدي إلى انه قد يشتبه بين زيد وعمرو فيتصور زيد هو الذي أطاعه، والمفروض انه عصى، وعمرو هو الذي عصى والمفروض انه ماذا أطاع، وتقع نتائج خطيرة جدا على مستوى أداء الشهادة يوم القيامة.
إذن النتيجة الثانية المهمة التي نأخذها من قضية أو من مسألة الشهادة على أعمال الخلائق يوم القيامة هو إثبات العصمة للأنبياء والأوصياء والائمة والحجج الإلهيين على مستوى الموضوعات الخارجية، وأنا أشرت إلى هذه القضية في بحث لي مفصل في كتاب عصمة الأنبياء في القرآن يمكن للاخوة أن يرجعوا إلى هناك. أنا أتصور هذا القدر كافي والا.
المقدم: طيب استراحة قصيرة سماحة السيد.
مشاهدينا الأكارم استراحة نتابع بعدها إنشاء الله الحديث مع سماحة السيد فيما يرتبط بالقضايا الآخرة المتفرعة عن هذا الموضوع، فكونوا معنا أحبائنا.
المقدم: مشاهدينا الأكارم الشهداء علينا لا يخطئون ولكنهم يسترون، ولكنهم يستغفرون، نسال الله تبارك وتعالى لان يوفقنا أن نكون ممن يستر عليهم، وممن يُستغفر لهم، بطبيعة الحال هذا من الفيوض الإلهية التي تحتاج إلى قدم واحدة، وهي قدم اختيار هؤلاء الشهداء والاعتقاد بهؤلاء ا لشهداء، ومحبة ومودة هؤلاء الشهداء، رزقنا الله وإياكم ذلك.
سماحة السيد كمال الحيدري قضية الشهيد على الشهداء، هنا ثبت إلى الآن انه لكل امة شهيد، هذا من ادم إلى يوم القيامة؟
السيد: إلى أن يرث الله الارض، كما قرأتم انتم في الرواية، قرأتم انتم في صدر الرواية التي قرأتموها في صدر البحث، اقرأوا الرواية.
المقدم: يعني نهايتها: فإذا فنوا هلك أهل الارض.
السيد: وقبلها، وقبلها قال في أمتي لا بد.
المقدم: أن الله جعل على هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله شهيدا من أهل بيته وعترته ما كان في الدنيا منهم احد.
طيب سماحة السيد بالنسبة للتعبير الوارد أيضاً: وجئنا بك على هؤلاء شهيدا، يعني قضية الشهيد على الشهداء، يا حبذا لو تبينونها جزاكم الله خيرا.
السيد: في الواقع بأنه هذه المسألة من المسائل المهمة والأساسية التي أشار إليها القرآن الكريم أيضاً في مبحث الشهادة على الأعمال، طبعا يمكن للاخوة الذين يتتبعون هذه الابحاث ليعرفوا خصائص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في القرآن الكريم سيتضح إنشاء الله تعالى من خلال هذا البحث ولو على نحو الاجمال والاختصار، سيتضح أن هذه من خصائص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وان خاتم الأنبياء و المرسلين له خصوصية، ماهي خصوصيته؟
خصوصيته، من خصائصه التي أشار إليها القرآن الكريم هو انه شاهد على الشهداء جميعا، يعني نحن أثبتنا أولاً في كل امة شهيد، بنص القرآن الكريم، القرآن الكريم يثبت لنا أن على هؤلاء الشهداء أيضاً يوجد شاهد وشهيد، فهو الشهيد على الشهداء، كما عبر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نص رواية قيمة في هذا المجال إنشاء الله إذا وسع الوقت إنشاء الله تعالى هذه الرواية سأقرأها، الرواية واردة أيضاً في تفسير العياشي عن أمير المؤمنين، تعبيره هذا: يقول وهو الشهيد على الشهداء والشهداء هم الرسل، المراد من الشهداء لا انه المقتول في سبيل الله وإنما المراد من الشهداء يعني الشاهد على أعمال أمته، ما الدليل على هذه الحقيقة القرآنية؟
إذن هذه الدعوى أن صح التعبير، نحن ندعي أن القرآن الكريم بعد أن اثبت أن لكل امة شهيدا من أنفسهم يثبت أن على هؤلاء الشهداء، يعني يوجد على هؤلاء الشهداء جميعا يوجد شهيد وشاهد وهو الخاتم صلى الله عليه وآله وهذا من اختصاصاته، لماذا اقول من اختصاصات النبي الخاتم صلى الله عليه وآله، لان الاخوة يتذكرون كما قرانا قبل قليل أن عيسى عليه السلام قال وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، إذن تنتهي هنا وظيفته، بخلاف النبي الأكرم صلى الله عليه وآله فهو له وظيفة مادام في الأمة وهو الشهيد على أعمال أمته، هذه وظيفة، وتوجد عنده وظيفة أخرى ومسؤولية أخرى وهي الشهادة على أعمال الشهداء، سواء كان في هذه الدنيا أو لم يكن.
والواقع أيضاً الوقت لا يسع، والا كنت أقف قليلا عند تلك النظريات التي تدعي بان النبي صلى الله عليه وآله مات وانتهى، وعندما نسلم عليه يعرف أو لا يعرف ذلك، يعلم أو لا يعلم ذلك؟ فلا معنى للسلام عليه، ولا معنى للدعاء، ولا معنى لطلب الاستغفار، ولا معنى طلب الاستشفاع، وهذا صريح القرآن يثبت أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله هو لا فقط انه حاضر، بل حاضر عند جميع الشهداء، وهو الشهيد على الشهداء. (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: من الآية105). أنا أحاول أن أقف عند نقطتين في هذا البحث.
النقطة الاولى: الشهداء الذين جاءوا بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وكل هذه الابحاث عرض لها القرآن الكريم بالترتيب، يعني انه أولاً عرض أنه كما انه بعده يوجد كما قرأتم في صدر الرواية بأنه من أمته من عترته يوجد شهيد وشاهد على أمته، هو شهيد على هؤلاء الشهداء الذين جاءوا من بعده، وذلك قوله تعالى في سورة البقرة، (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة: من الآية143) ، هذه الآية المباركة من الآيات القيمة والتي وقع فيها بحث مفصل، مع الأسف الشديد أن هذه الآية انحرف مضمونها عن حقيقتها القرآنية، بحثوا أن الأمة الإسلامية هي الأمة الوسط، وإنما بين الإفراط والتفريط، وأنها واقعة بين الشرقية والغربية، وأنها واقعة بين المسيحية واليهودية وعشرات البيانات، استنادا إلى قوله جعلناكم امة وسطا، ولكنه ما التفتوا انه وسطا بين ماذا وماذا؟ لان الوسطية تقتضي وجود طرفين، انظروا إلى الآية المباركة الوسطية تقول جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، إذن الطرف الأول هم الناس، والطرف الثاني هو الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وهؤلاء هم الذين وقعوا بين الناس وبين الرسول الأعظم، ما هي علاقة الآية المباركة بين الإفراط والتفريط!؟ ما هي علاقة الآية المباركة بين اليهودية والمسيحية!؟ ما هي علاقتها بالشرق والغرب!؟ ما هي علاقتها بان الأمة نحن لا بد أن لا نكون متطرفين أن لا نكون، وجعلناكم امة وسطا؟!، مع الأسف الشديد هذه من الآيات التي وقع واقعا يحرفون الكلم عن مواضعه، هذه من تلك الآيات التي يحرفون الكلم عن مواضعه، وفي الاعم الاغلب الذين يقرأون صدر هذه الآية المباركة لا يكملونها إلى ما بعدها، فقط يقرأون وكذلك جعلناكم امة وسطا، فقط هذا المقدار، لا يقرأون لتكونوا شهداء على الناس، هذا الطرف الأول، ويكون الرسول عليكم شهيدا، هذا هو الطرف الثاني.
إذن بهذا يتضح وهناك عشرات بل مئات الروايات واقعا، بضرس قاطع اقول ذلك، الآن لا اقل عشرات الروايات تثبت بأن الأمة عليهم السلام يعني كل إمام في زمانه فهو شاهد على أهل زمانه والنبي صلى الله عليه وآله هو الشاهد على هؤلاء الشهداء، أنا اكتفي بقراءة رواية أو روايتين في هذا المجال ليتضح ما هو المراد.
في البحار المجلد ثلاثة وعشرين هناك في صفحة 342 في الحديث رقم 23، عشرات الروايات كما قلت، الرواية: قال سالت الباقر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا) (البقرة: من الآية143) قال: نحن الائمة الوسط. طبعا نحن الائمة الوسط في قراءة أخرى أيضاً توجد نحن الأمة الوسط، إذن جعلناكم امة وسطا، المراد من الأمة ماذا؟ لا مطلق الأمة، وإنما المراد من الأمة خصوص هذه الطبقة المعصومين منهم، بقرينة أنهم شهداء على الأعمال والشاهد على الأعمال لا بد أن يكون معصوما من الخطأ تحملا وأداءً، التفتوا إلى هذه النكتة جيدا، صريح القرآن الكريم وذكرنا مرارا أن القرآن الكريم قد يقول يا أيها الذين امنوا ويريد عموم المؤمنين، وقد يقول يا أيها الذين امنوا أو الذين امنوا ويريد الخصوص، أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم، أو في قوله تعالى:(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ) (المائدة: من الآية55) ، هناك الذين امنوا لا يراد منه العموم، يراد منه الخصوص، كذلك في هذه الآية المباركة يراد منها الخصوص، والرسول الأعظم.
المقدم: يعني الخصوص سماحة السيد مبين بالوسط، يعني متصف بأنه حالة وسطية؟
السيد: مبين بقرينة الآية المباركة، نعم، بتعبير النبي الأكرم صلى الله عليه وآله في ذيل هذه الآية المباركة: (وقل اعلموا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، المؤمنون كلمة عامة، ولكن يراد منها عمومها أو يراد منها الخصوص؟
المقدم: واضح الخصوص.
السيد: لماذا؟ لأنه من من المؤمنين يستطيع أن يرى انه كل من يعمل عملا يستطيع أن يرى عمله ظاهرا وباطنا؟
إذن بالقرينة الداخلية في الآية نستكشف أن المراد من المؤمن، أو المؤمنون خصوص لا العموم، لذا قال النبي، ومن المؤمنون؟ فقال: عامة وخاصة، كذلك هذه الآية المباركة عندما تقول وكذلك جعلناكم امة وسطا، لا يقال بأنه يراد منه الأمة الإسلامية، نعم إذا لم يكن لها لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، نعم كنا نقول هذا المعنى، كنا نقول المراد الأمة الإسلامية، ولكن بمضمون الآية نستكشف انه ليس المراد من الأمة الوسط يعني الأمة الإسلامية، وإنما المراد منه خصوص طبقة معينة، وهذا الذي أشارت إليه الآية المباركة, نحن الأمة الوسط، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه، هذه رواية.
المقدم: عفوا سماحة السيد نفس هذه الرواية يرويها ابو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل، الشافعي، ولكن فيها تتمة، ونحن الذين قال الله عنهم وكذلك جعلناكم امة وسطا.
السيد: طبعا تلك صدرها، هذه ذيلها، ليس هناك مشكلة، ورد في هذه.
رواية ثانية واردة في صفحة 351 من الجزء الثالث والعشرين من البحار الحديث رقم 63 الرواية هذه: إنما انزل الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا يعني عدلا، والمراد من العدل هنا ليس العدالة الفقهية، وإنما المراد منه العدالة الكلامية، يعني التي نحن نصطلح عليها بالعصمة، لان العدالة الفقهية قد يقع الإنسان فيها في خطا، في اشتباه في نسيان، ونحن اشترطنا أن الشاهد لا يجوز عليه الخطأ.
قال: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، قال: ولا يكونوا، التفت جيد إلى استدلال الإمام الصادق عليه السلام، يقول: ولا يكونوا شهداء على الناس الا الائمة والرسل، لماذا؟ لماذا يابن رسول الله تقول أن الشهادة لا تكونوا الا للائمة والانبياء والرسل؟
قال: فأما الأمة، وان كانت العبارة عامة، وكذلك جعلناكم امة، فأما الأمة فانه غير جائز أن يستشهدها الله تعالى على الناس وفيهم من لا تجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل، كيف يمكن أن نقول أن المراد من الأمة يعني الأمة الاسلامية؟!،
إذا أريد مجموع الأمة الإسلامية فهذا لا يتحقق، إذا أريد منه فردٍ فرد في الأمة على نحو الانحلال كما يقولون والاستغراق هذا معناه انه كل فرد من الأمة يحق له أن يشهد يوم القيامة، وفي الدنيا بعضهم لم تكن شهادته تقبل على حزمة بقل، لذا ورد في تفسير العياشي الجزء الأول في ذيل هذه الآية من سورة البقرة، الجزء الأول في صفحة 161 هذه الرواية عن الإمام الصادق، قال: فان ظننت، يقول للسائل، فان ظننت أن الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين افترى، الآن الإمام بدا يجيب، افترى أن من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة؟
وبحضور الأمم وعلى أساسه يدخل الناس الجنة أو النار، ويقبلها منه، بحضرت جميع الأمم الماضية، كلا، وآلف كلا، لم يعني الله مثل هذا من خلقه، لم يرد الله عندما قال وكذلك جعلناكم امة وسطا مراده من الأمة عموم الأمة، يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم، كنتم خير امة أخرجت للناس.
المقدم: وجب لها دعوة إبراهيم، سماحة السيد هل يمكن الإشارة إلى أن لا ينال عهدي الظالمين، ومن ذريتي؟
السيد: طبعا هو هذه، طبعا ومن ذريتي، هو هذه، لذا قال كنتم خير امة، واقعا هل المراد بأنه مجموع هذه الأمة، كنتم خير امة، أبداً، لأنه في هذه الأمة من هو؟ من في هذه الأمة قتل أولاد الأنبياء، قتل الحسين، قتل أهل البيت عليهم السلام، هم طواغيت، هم فراعنة الزمان.
المقدم: يعني تعبير ظريف سماحة السيد، وجبت لهم دعوة إبراهيم، يعني باعتبار استثنى الله، قال ومن ذريتي.
السيد: قال لا ينال عهدي الظالمين، قال كنتم خير امة أخرجت للناس، وهم الأمة الوسطى، وهم خير امة أخرجت للناس.
أنا هنا أريد أن أشير إلى نكتة، بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها وان كان الوقت بدا يضايقنا، وهو انه من هنا يتضح للمشاهد الكريم، إذا وجدنا في بعض الروايات أن الائمة فسروا الأمة بالائمة لا يريدوا أن يقولون أن القرآن محرف، هكذا نزلت، يعني هذا هو تفسيرها، هذا هو المراد منها، وهذا بحث بينته مفصلا في كتابي أصول التفسير والتأويل، إنشاء الله هو في طريقه إلى الطبع، هناك بينت أن النبي أو أن أصحاب الرسول أو أن الائمة عندما كانوا يقولون هكذا اُنزلت، أو هكذا كنا نقراها، ليس المراد بأنه حُرفت، يعني هذا هو المراد ماذا؟ يعني الاقراء والتنزيل بحسب الاصطلاح في صدر الإسلام له غير المعنى الذي نحن نصطلح عليه في زماننا، هذه نقطة، هذا بالنسبة إلى الشهداء الذين جاءوا بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله.
إذن بعد واضح، أتصور الاخوة المشاهد الكريم عندما يقراها في سورة البقرة الآية 143، قال:(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) (البقرة: من الآية143) ، نعم لو كانت فقط كلمة امة و سطا، كنا نقول تشمل امة الاسلامية أولاً، والمراد من الوسطية يعني بين الإفراط وبين التفريط، يعني لا تطرف ولا ولا إلى غير ذلك، ولكن الآية بينت الوسطية تحتاج إلى طرفين، ما هما الطرفان؟
قالت لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا، هذا بالنسبة إلى الشهداء الذين جاءوا من بعد الرسول الأعظم.
أما الشهداء الذين سبقوه، يعني باقي الأنبياء والمرسلين الذين سبقوه، عندما نرجع إلى القرآن الكريم على مستوى القرآن الكريم لا اقل توجد آيتان إشارة إلى هذه الحقيقة، في سورة النساء قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:41)، لا يقول لنا قائل هؤلاء يعني أمته، لا، لأنه لم يرد كلمة أمته حتى نرجع الضمير إليه، أبداً، هذا أولاً، هذا القرينة الداخلية، مضافا إلى القرينة الخارجية وهي الروايات الواردة عن العدل الآخر، وهم ائمة أهل البيت، عندما فسروا هذه الآيات فسروها المراد وجئنا بك على هؤلاء، يعني المراد من هؤلاء الشهداء، ليس على هؤلاء يعني الأمة، فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا، هذه الآية 41 من سورة النساء، وكذلك الآية 89 من سورة النحل قال: (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ) (النحل: من الآية89) الآية 89 من سورة النحل، صريحة الآية المباركة تبين أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله كما هو شاهد على أمته، هذه الوظيفة الاولى، شاهد على جميع الشهداء الذين يأتون من بعده، هذه الوظيفة الثانية، شاهد على جميع الشهداء الذين سبقوه.
هذا على مستوى البحث القرآني، على مستوى الروايات هذه الرواية القيمة الواردة في تفسير العياشي عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في حديث يصف فيه يوم القيامة، قال عليه السلام: يجتمعون في موطن يُستنطق فيه جميع الخلق، بلا استثناء، فلنسألن الذين اُرسل إليهم ولنسألن المرسلين، إذن يوجد استثناء من هذا السؤال أو لا يوجد؟ صريح القرآن الكريم يوم القيامة الأمم كل الأمم تُستنطق وتُسئل لا فقط هي، أيضاً تُستنطق الرسل والشهداء والحجج الذين جاءوهم، فلنسألن الذين اُرسل إليهم ولنسالن المرسلين.
قال: يجتمعون في موطن يُستنطق فيه جميع الخلق فلا يتكلم احد الا من إذن له الرحمن، وقال صوابا، الآن لا أريد أن أقف عند ذيل هذه الآية المباركة، الروايات صريحة الذين يؤذن لهم اليوم القيامة بالحديث هم النبي الأكرم وائمة أهل البيت.
فيقام الرسول، الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، خاتم الأنبياء والمرسلين، وهذه هي الخصوصية التي قلنا بأنها مختصة بخاتم الأنبياء والمرسلين.
فيقام الرسول فيُسئل، من يُسئل؟ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، فيُسئل، كذلك قوله لمحمد صلى الله عليه وآله، هذا كلام أمير المؤمنين، فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا وهو الشهيد على الشهداء والشهداء هم الرسل.
فإذن صريح الآية المباركة وصريح الرواية الواردة في ذيلها عن الإمام أمير المؤمنين تبين أن النبي كما هو شاهد على أعمال أمته شاهد على الشهداء الذين بعده شاهد على الشهداء الذين قبله، الذين سبقوه زمانياً، والا من حيث الوجود ومن حيث الرتبة والمقام أول ما خلق، وهذا متفق بين الفريقين وأشرت إلى رواياته مفصلا في آخر الجزء الثاني من كتاب التوحيد، أول ما خلق نور نبيكم، ثم خلق منه كل خير، ولكن هذا مرتبط بوجوده الملكوتي، لا بوجوده المادي والملكي. إذن صريح الآية المباركة وصريح الرواية تثبت لنا هذه الحقيقة.
المقدم: طيب سماحة السيد في الدقائق المتبقية انتم بينتم بان القرآن الكريم صريح بان هؤلاء الشهداء على الناس معصومون، في مراتب عالية أيضاً من العصمة، فما هي حاجة أن يشهد عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله، يعني طبيعة شهادة الرسول على جميع الشهداء الذين هم معصومون، فما هي الحاجة؟
السيد: من هنا لا بد أن نستكشف حقيقة جديدة، وهذه بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها جيدا، وهي أن هذه الشهادة شهادة الأنبياء والأوصياء والائمة على أممهم شهادة على أعمالهم، ماذا فعلوا وماذا لم يفعلوا، ماذا أطاعوا وماذا عصوا، هذا بالنسبة إلى شهادة الشهداء على أعمال الخلائق، ولكنه شهادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله على الشهداء ليس على أنهم أطاعوا أم عصوا، عملوا أو لم يعملوا، لان المفروض أنهم معصومون، إذن شهادته على ماذا؟ هنا أيضاً الروايات بينت بان هذه الشهادة يظهر أن الروايات تثبت هذه الحقيقة: وهي أن كل نبي لكي يثبت ويقدم لله انه أدى ما عليه من المسؤولية لا بد أن يوجد عليه شهادة ممن؟ من الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وهذه من خصوصياته، ومن هنا ذكر، التفتوا جيدا، أنا بودي أن المشاهدين الكريم وان كان الوقت ضيق، يلتفت إلى هذه النكتة، ومن هنا ذكر بعض الأعلام أن واحدة من معاني الخاتمية هو هذا المعنى، وهو انه لا بد أن يكون خاتما على أعمال كل نبي من الأنبياء، يعني صحيفة ورسالة ومسؤولية كل نبي إنما تقبل عند الله إذا كانت مختومة بختم خاتم الأنبياء والمرسلين، وهذه تبين عظمة هذا النبي وانه واقعا نحن امة أي نبي من الأنبياء، واقعا لنا الفخر ولنا الشرف أن نكون من أتباع هذا النبي العظيم، والروايات أيضاً أشارت إلى هذه الحقيقة، أنا أشير إلى رواية أو روايتين في هذا المجال إذا كان هناك وقت.
الرواية هذه: عن الإمام الصادق قال: سالت أبا عبد الله الصادق عن قول الله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا، قال: نحن الأمة الوسطى ونحن شهداء الله على خلقه وحجه في أرضه، ثم قال: ليكون الرسول عليكم شهيدا، قال: فرسول الله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز وجل، لا انه اطعنا أو عصينا، لا لا، أن المسؤولية ألقيت على عاتقنا هل قمنا بها على أفضل ما ينبغي وأديناها كما ينبغي أو لا، لا بد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وهذه ليست مختصة بالأمة عليهم السلام وإنما جارية في باقي الرسل عليهم السلام، قال: فرسول الله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز وجل ونحن الشهداء على الناس، إذن الرسول يشهد علينا انه بما بلغناه، ولكن نحن نشهد على الناس، بماذا تشهدون؟ التفتوا إلى الإمام، الإمام يميز بين شهادة النبي عليهم وشهادة الأئمة على الناس، يقول: ونحن الشهداء على الناس فمن صدق صدقناه يوم القيامة، ومن كذب كذبناه يوم القيامة، إذن من هنا يتضح بان شهادة الأئمة شهادة على من أطاع وعلى من عصى.
من هنا عنده عبارة السيد الطباطبائي واختم بها حديثي، السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه عندما يأتي إلى هذه الحقيقة في تفسيره القيم الميزان في ذيل هذه الحقيقة يقول في صفحة 324 في سورة النحل آية 89 :
يقول: ويكون المراد بهؤلاء في قوله وجئنا بك شهيدا على هؤلاء الشهداء دون عامة الناس، ليس المراد بأنه يعني الأمة، وإنما المراد الشهداء، فالشهداء شهداء على الناس والنبي شهيد على الشهداء، وظاهر الشهادة على الشهادة تعديله دون الشهادة على عمله، يريد أن يقول أن ما شهد به هو حق، فرق بين أن الإنسان يشهد أن فلان فعل أو لم يفعل وبين أن يأتي شخص ويشهد إنما شهده فلان ما هو؟ الحق، النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وهذا الذي قلناه بأنهم أدوا رسالتهم كما ينبغي.
قال: تعديله دون الشهادة على عمله، فهو شهيد على مقامهم لا انه شهيد على أعمالهم.
المقدم: لعله سماحة السيد فقلنا هاتوا برهانكم، ونزعنا من كل امة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله.
السيد: أن الحق، إثبات انه كل ما أدوه فهو حق.
المقدم: جزاكم الله خيرا سماحة السيد كمال الحيدري، مشاهدينا الأكارم استراحة أخرى بعدها نستقبل اتصالاتكم الهاتفية وأسألتكم بما يرتبط بموضوع هذه الحلقة، كونوا معنا أحبائنا.
الاتصالات
المقدم: مرحبا بكم مشاهدينا الأكارم مرة أخرى، هذه الحلقة هي الحلقة الأخيرة فيما يرتبط بهذا الموضوع، موضوع شهداء الأعمال في الآخرة، إنشاء الله الأسئلة بمختلف توجيهاتها التي ترتبط بهذا الموضوع تتفضلون بها.
الأخ أبو طاهر من العراق: بسم الله الرحمن الرحيم وقل ربي زدني علما، سماحة السيد هذا السؤال بصراحة أنا ترددت به، سؤالي أن يأتي رجل برجل إلى قاعة لرفع الأثقال فقيل له أما ترفع خمسين كيلو غرام وان كان هذا الرجل مفتول العضلات، فأما أن ترفع خمسين كيلو غرام وان كانت عشرين كيلو غرام فأغدق عليك خيرات الحساب، وأما أن لم تستطيع رفعها فسوف أصليك نارا وعذابا، يعني بمعنى آخر هناك من الناس من يقول أنا أساساً لم ااتي إلى هذه الدنيا بإرادتي، فكيف انه أتعذب وكذا، أنا أساساً لا أريد هذه الدنيا؟
المقدم: الأخ من السعودية الأخ حيدر: ماهي قيمة شهادة الشهود على من قدر الله أن يكون عملهم في الآخرة هباء منثورا، وفئة أخرى يدخلون النار بدون حساب، فما هي قيمة شهادة الشهود على هؤلاء الأشخاص؟
السيد: في الواقع بأنه هذا السؤال متعلق ببحث آخر وهو ببحث الجبر والاختيار، الله سبحانه وتعالى إنما يحاسب الناس على ما هو مرتبط باختيارهم، على ما ليس هو باختيارهم لا يحاسبهم عليه، على سبيل المثال انه لونه ابيض أو لونه اسود أو انه من أب كذا، أو من مجتمع كذا، أو في طائفة كذا، هذه الامور لها تأثير ولكن بهذا القدر الذي لها تأثير الله سبحانه وتعالى يحاسب العبد أو لا يحاسب العبد؟
الجواب: لا يحاسب العبد، إذن قاعدة كلية بودي أن الأخ الكريم يلتفت إليها وهي انه أن الله سبحانه وتعالى أينما يحاسب العبد ويطالبه بمقدار ما هو داخل في اختياره وإرادته، أما تلك الامور الخارجة عن إرادته واختياره ولا طاقة له عليها أساساً الله لا يحاسبه حتى يقول بأنه أنا أريد أن ااتي أو لا أريد أن ااتي، في ما يتعلق، نعم لو كان في يوم القيامة هناك سؤال يقال له لماذا أتيت إلى الدنيا، يستطيع أن يقول بأنه أنا أتيت إلى الدنيا خارج عن إرادتي، لو كان يقال له انه لماذا لونك اسود، نعم يستطيع أن يقول أنا ولدت في كذا، لو كان يقال له لماذا مستواك العقلي والذهني كذا، هذه كلها امور خارجة عن إرادة الإنسان، فالذي يحاسب عليه الإنسان هو ما يطيقه وما هو داخل بما هو يطيقه.
الأخ ابو زهراء من العراق: مولاي في عصر الغيبة من الأحق بالإتباع الولاية العامة أو الولاية الخاصة؟
الأخ عادل: مولانا تفضلتم انه نحن بحاجة إلى شهادة الشهداء في الآخرة، وهذا مما تتقبله عقولنا كأناس متفهمين لكثير من الحالات ولكن أنا سؤالي: ما الداعي لشهادة النبي الخاتم الأعظم صلى الله عليه وآله على الشهداء المعصومين، ما الحاجة والله يعلم الغيب، هنا ما الداعي إلى هذه الشهادة؟
الحاج هيثم من العراق: مولاي سؤالي: المراجع العظام أعزهم الله بعزه هل يكونون هم شهداء علينا في زماننا في زمان الغيبة؟
الأخ أبو خليل من السعودية: سؤالي: بما انه هنالك شاهد في الأمة، ما المقصود وعلى الأعراف رجال يعرفون كل بسيماهم، وما هي مهمتهم؟
الأخ عباس من السعودية: سيدنا بالنسبة إلى الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام الم تلاحظوا بان بالنص الذي يقول نحن حجة الله عليكم، وجدتنا فاطمة حجة علينا، ممكن تشرحوا لنا معنى الحديث هذا؟
الأخ محمد من السويد: سؤالي هو علة وجود الشهيد مادام الله سبحانه وتعالى هو الشاهد، سبب وجوده، يعني سبب شهادته، مادام هو الشاهد الاكبر سبحانه وتعالى هو الشاهد على كل شيء؟
المقدم: السؤال الأول يقول ما قيمة شهادة الشهداء على الذين يدخلون النار بغير حساب؟
السيد: الجواب: هو انه بواسطة شهادة هؤلاء الشهداء تثبت أن هؤلاء أعمالهم لا قيمة لها وأنهم يدخلون النار بغير حساب، بواسطة هذه الشهادة وبواسطة عرض صحائف أعمالهم التي توجد عليها هذه الشاهدة يتضح أن هؤلاء أعمالهم هباء منثورا.
المقدم: سؤال الغيبة.
السيد: سؤال الأخ العزيز نقول في كلمة مختصرة أبينها للأخ العزيز، من تجب الولاية العامة والولاية الخاصة أنا لا اعلم الآن الأخ العزيز ما هو مقصوده من الولاية العامة والولاية الخاصة، أخي العزيز إذا كنت تعيش في بلد يحكمه إمام وولي إسلامي كما في الجمهورية الاسلامية فانه هنا في هذا البلد الذي تجب طاعته بحسب الولاية هو ولي الامر، الآن على أي مبنى من المباني سواء كانت شرعية أو عقلائية أو أي بحث آخر، الآن لا أريد أن ادخل فيه، إذا كنت تعيش في بلد مثل الجمهورية الاسلامية يحكمها إمام المسلمين، ويحكمها إمام وولي الامر فتجب طاعته، أما إذا لم تكن تعيش في مثل هذا البلد وإنما كنت تعيش في بلدان أخرى كالعراق وغير العراق فتكليفك أن ترجع إلى مرجع تقليدك بحسب الشرائط الشرعية، لا كل من يدعي المرجعية، وإنما مرجع التقليد والتي تتوفر فيه الشرائط التي ذُكرت في الرسالة العملية فتجب عليك طاعته، لا علاقة لك لا بالعامة ولا بالخاصة.
المقدم: طيب الأخ عادل من العراق، ما الداعي من شهادة النبي.
السيد: الجواب: هذا السؤال سؤال عادل من العراق وسؤال الأخ محمد من السويد تقريبا يشتركان، ما هي الحاجة إلى شهادة النبي مع أن الله عالم بكل شيء؟ وكذلك ما هي العلة إلى الشهادة؟
أخي العزيز الله سبحانه وتعالى اقتضت حكمته في هذا العالم، يعني عالم الامكان أن يجعل الامور، أبى الله أن يجري الامور الا بأسباب فجعل لكل شيء سببا، والا إذا كان الامر كذلك ما الداعي أن الله سبحانه وتعالى يوسط الملائكة، فالمدبرات أمراً، الله سبحانه وتعالى يدبر الامر من السماء إلى الارض، ما الداعي أن الله سبحانه وتعالى يجعل الإنسان إذا احتاج إلى الطعام لكي يرتفع جوعه ويحتاج إلى ماذا؟
إلى الطعام، ولكي يرتفع عطشه، يعني نظام الأسباب والمسببات، الله سبحانه وتعالى حاول أو انه طبق نظام السببية في هذا العالم ومن أجزاء نظام السببية الشهادة، لذا نحن نجد بأنه شهادة الأعضاء، شهادة الارض شهادة الزمان، شهادة المكان، شهادة الأنبياء، وهكذا، لا لان الله سبحانه، والله من ورائهم محيط، وكفى بالله شهيدا، الله سبحانه وتعالى لا حاجة له، ولكنه نظام السببية، الآن نعم من حقك أن تسال وتقول لماذا أن الله سبحانه وتعالى جعل هذا العالم على أساس نظام السببية، الجواب في كلمة واحدة لان هذا هو النظام الأحسن.
المقدم: شهادة النبي على شهادات الشهداء المعصومين اتضح أو يحتاج إلى توضيح؟
السيد: نعم، هذا هو نفسه جواب للأخ عادل من العراق، نفسه الكلام، يعني إنما جعل ذلك ضمن هذا النظام الأحسن، ضمن نظام السببية، يعني بعبارة أخرى البحث إذا كان مقدار ما من التوضيح بهذا السبب، وهو انه هذا النظام الله سبحانه وتعالى وكذلك فضلنا بعض النبيين على بعض وتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض هذا التفضيل يعطي وساطة، وعندما يعطي وساطة، يعني أخي العزيز إذا كان هناك في بلد التفتوا لي جيدا، إذا كان هناك في بلد رئيس الجمهورية وكان فيه رئيس وزراء وهناك وزراء فهل الوزير يرتبط برئيس الجمهورية مباشرة أو بتوسط رئيس الوزراء؟ بتوسط رئيس الوزراء، الله سبحانه وتعالى جعل هذا النظام الأحسن أول ما خلق نور نبيكم، ثم خلق منه كل خير، فهو الوساطة فهو الواسطة في الفيض نزولا وصعودا، يعني من حيث الابتداء ومن حيث الانتهاء.
المقدم: الحاج هيثم هل المراجع علينا شهداء في عصر الغيبة؟
السيد: الجواب: بنحو العموم كلا، فان الشاهد على الأعمال لا بد أن يكون معصوما أولاً، وان يطلع على حقائق الاشياء ثانيا، فإذا كان المرجع، ولا يوجد هكذا عندنا مرجع، أن يكون معصوما، ولا يوجد مدعي، احسنتم، أن يكون معصوما وان يكون مطلعا، إذن هذه الشهادة على الأعمال مرتبطة بالمعصومين، عليهم السلام.
المقدم: وسؤال على الأعراف رجال؟
السيد: الجواب: انه بحث قيم ومهم وإنشاء سيأتي إنشاء الله في رجال الأعراف وسيتضح لنا أن المراد من رجال الأعراف هم الشهداء على الأعمال، يعرفون كلاً بسيماهم كما أشارت إليه آية سورة الأعراف.
المقدم: الحديث عن الصادق نحن حجة الله وفاطمة حجة علينا.
السيد: لعله والله العالم واحدة من معاني نحن حجة الله عليكم، يعني نحن شهداء الله في أرضه، وفاطمة شاهدة علينا، كما أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله شاهد علينا.
المقدم: سماحة السيد كمال الحيدري شكرا جزيلا.
مشاهدينا الأكارم ولكم جزيل الشكر على طيب متابعتكم لهذا البرنامج اختمه بهذه الرواية الجميلة عن الإمام الصادق عليه السلام وكل كلامهم جميل ونور.
عن داوود الرقي قال: دخلت على ابي عبد الله الصادق عليه السلام فقال لي: يا داوود أعمالكم عُرضت عليّ يوم الخميس فرأيت لك فيها شيئا في الرحم وذلك صلتك لابن عمك، أما انه سيمحق اجله ولا ينقص رزق، قال داوود: وكان لي ابن عم ناصب، متعب، كثير العيال محتاج فلما خرجت إلى مكة أمرت له بصلة، فلما دخلت على ابي عبد الله الصادق عليه السلام اخبرني بهذا.
الشاهد في هذا الحديث الشريف إدخال السرور على قلب الإمام عليه السلام، وهذه من العطايا المهمة التي يتمناها كل محب، نسال الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم لان ندخل السرور على مولانا صاحب الزمان صلوات الله وسلامه عليه وآبائه وجده الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بأعمالنا، اللهم أمين.
نستودعكم الله بكل خير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 والحمد لله رب العالمين

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية