شهادة الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام) في الخامس والعشرين من شوال

مناظرته مع رؤساء المعتزلة في البيعة لمحمّد بن الحسن

دخل عليه اُناس من المعتزلة، وفيهم عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء /وحفص بن سالم، واُناس من رؤساء المعتزلة، وذلك حين قتل الوليد واختلف أهل الشام بينهم، فتكلّموا وأكثروا، وخطبوا فأطالوا، فقال لهم الصادق عليه السلام: إِنكم قد أكثرتم عليّ فأطلتم فأسندوا أمركم الى رجل منكم، فليتكلّم بحجّتكم وليوجز، فأسندوا أمرهم الى عمرو بن عبيد فأبلغ وأطال، فكان فيما قال:
قتَل أهلُ الشام خليفتهم، وضرب اللّه بعضهم ببعض وتشتّت أمرهم، فنظرنا فوجدنا رجلاً له دين وعقل ومروّة ومعدن للخلافة، وهو محمّد بن عبد اللّه بن الحسن، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه ثمّ نظهر أمرنا معه، وندعو الناس اليه، فمن بايعه كنّا معه وكان معنا، ومن اعتزلنا كففنا عنه، ومن نصب لنا جاهدناه، ونصبنا له على بغيه، ونردّه الى الحقّ وأهله، وقد أحببنا أن نعرض ذلك عليك فإنه لا غناء لنا عن مثلك، لفضلك وكثرة شيعتك.
فلما فرغ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: أكلّكم على مثل ما قال عمرو ؟ قالوا: نعم، فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّى على النبي صلّى اللّه عليه وآله ثمّ قال: إِنّما نسخط اذا عُصي اللّه فاذا اُطيع اللّه رضينا، أخبرني يا عمرو لو أن الاُمّة قلّدتك أمرها فملكته بغير قتال ولا مؤونة فقيل لك: وَلّها من شئت، مَن تولّي ؟ قال: كنت أجعلها شورى بين المسلمين،
 قال: بين كلّهم ؟ قال: نعم،
 قال: بين فقهائهم وخيارهم ؟ قال: نعم،
 قال: قريش وغيرهم ؟ قال: العَرب والعجم،
 قال: يا عمرو أتتولّى أبا بكر وعمر أو تتبرّأ منهما ؟ قال: أتولاهما،
 قال: يا عمرو إِن كنت رجلاً تتبرّأ منهما فإنه يجوز لك الخلاف عليهما، وإِن كنت تتولاهما فقد خالفتهما، قد عهد عمر الى أبي بكر فبايعه ولم يشاور أحداً، ثمّ ردّها أبو بكر عليه ولم يشاور أحداً، ثمّ جعلها عمر شورى بين ستة، فأخرج منها الأنصار غير اولئك الستة من قريش، ثمّ أوصى الناس فيهم بشيء ما أراك ترضى به أنت ولا أصحابك، قال: وما صنع ؟
 قال: أمر صهيباً أن يصلّي بالناس ثلاثة أيام، وأن يتشاور اولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم إِلا ابن عمر يشاورونه وليس له من الأمر شيء، وأوصى مَن بحضرته من المهاجرين والأنصار إِن مضت الثلاثة أيام ولم يفرغوا ويبايعوا أن يضرب أعناق الستة جميعاً، وإِن اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيام وخالف اثنان، أن يضرب أعناق الاثنين، أفترضون بذا فيما تجعلون من الشورى في المسلمين ؟ قالوا: لا،
 قال: يا عمرو دع ذا، أرأيت لو بايعت صاحبك هذا الذي تدعو إِليه، ثمّ اجتمعت لكم الاُمّة ولم يختلف عليكم منهم رجلان، فأفضيتم الى المشركين ؟ قالوا: نعم،
قال: فتصنعون ماذا ؟ قال: ندعوهم الى الاسلام فإن أبوا دعوناهم الى الجزية،
 قال: فإن كانوا مجوساً وعبدة النار والبهائم وليسوا بأهل كتاب ؟ قال: سواء.
قال عليه السّلام: فأخبرني عن القرآن أتقرأونه ؟ قال: نعم،
 قال: اقرأ: «قاتلوا الذين لا يؤمنون باللّه ولا باليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم اللّه ورسوله ولا يدينون دين الحقّ من الذين اوتوا الكتاب حتّى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون»(سورة التوبة:). قال: فاستثنى عزّ وجل واشترط من الذين اوتوا الكتاب فيهم والذين لم يؤمنوا سواء،
 قال عليه السّلام: عمّن أخذت هذا ؟! قال: سمعت الناس يقولونه.
قال: فدع ذا فإنهم إِن أبوا الجزية فقاتلتهم فظهرت عليهم، كيف تصنع بالغنيمة ؟ قال: اخرج الخمس واقسم أربعة أخماس بين مَن قاتل عليها،
 قال: تقسمه بين جميع من قاتل عليها ؟ قال: نعم،
 قال عليه السلام: فقد خالفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في فعله وسيرته، وبيني وبينك فقهاء المدينة ومشيختهم فسلهم فإنهم لا يختلفون ولا يتنازعون في أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله إِنما صالح الأعراب على أن يدعهم في ديارهم وألا يهاجروا على أنه إِن دهمه من عدوّه دهم فسيتنفرهم فيقاتل بهم وليس لهم من الغنيمة نصيب وأنت تقول بين جميعهم، فقد خالفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في سيرته في المشركين.
دع ذا، ما تقول في الصدقة ؟ قال: فقرأ الآية: «إِنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها»(سورةالتوبة:60) الى آخرها،
 قال: نعم فكيف تقسّم بينهم ؟ قال: اقسّمها على ثمانية أجزاء، فاعطي كل جزءٍ من الثمانية جزءاً،
 فقال عليه السّلام: إِن كان صنف منهم عشرة آلاف، وصنف رجلاً واحداً أو رجلين أو ثلاثة جعلت لهذا الواحد مثلما جعلت لعشرة آلاف ؟ قال: نعم،
 قال: وتصنع بين صدقات أهل الحضر والبوادي فتجعلهم سواء ؟ قال: نعم،
 قال: فخالفت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في كلّ ما به قلت في سيرته، كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقسّم صدقة البوادي في أهل البوادي، وصدقة الحضر في أهل الحضر، ولا يقسّمها بينهم بالسويّة، إِنما يقسّمها قدر ما يحضره منهم، وعلى ما يرى وعلى ما يحضره، فإن كان في نفسك شيء ممّا قلت فإن فقهاء أهل المدينة ومشيختهم كلّهم لا يختلفون في أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله كذا كان يصنع.
ثمّ أقبل على عمرو وقال: اتّقِ اللّه يا عمرو وأنتم أيها الرهط فاتّقوا اللّه فإن أبي حدّثني وكان خير أهل الأرض وأعلمهم بكتاب اللّه وسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: من ضرب الناس بسيفه ودعاهم الى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضالّ متكلّف (الاحتجاج للطبرسي: 2/364).
أقول: قد يخال الناظر عند أوّل نظرة أن أسئلة الامام بعيدة عن القصد أجنبيّة عن شأن البيعة لمحمّد، ولكن بعد الرويّة يعرف أن القصد منها جليّ والمناسبة بارزة، وذلك لأنه يريد أن يفهمهم أنهم جهلاء بالشريعة وأحكامها وأن إِمامهم الذي يدعون له مثلهم في الجهل بقواعد الدين، وكيف يتولّى الجاهل اُمور الاُمّة وفيهم الأعلم الأفضل.

مناظرته في صدقة

لا ريب في أن الناس تقع بالجهل والتيه اذا اعتمدوا على أنفسهم دون أن يرجعوا الى أهل العلم الصادق، فيكون الجاهل تائهاً في قفار الجهل ويحسب أنه عالم بالشريعة، ومن الذي يرشده الى الهدى والناس مثله اذا لم يكن المرشد العالم بالشريعة كما جاءت.
ولقد كانت بين الصادق عليه السلام وبين جاهل يدّعي العلم مناظرة في صدقة يحدّثنا عنها الصادق نفسه فيقول:
إِن من اتّبع هواه واُعجب برأيه كان كرجل سمعتُ غثاء الناس تعظّمه وتصفه، فأحببت لقاءه حيث لا يعرفني، فرأيته قد أحدق به كثير من غثاء العامّة، فما زال يراوغهم حتّى فارقهم ولم يقر فتبعته، فلم يلبث أن مرَّ بخبّاز فتغفّله وأخذ من دكّانه رغيفين مسارقة، فتعجّبت منه، ثمّ قلت في نفسي: لعله معاملة، ثمّ أقول: وما حاجته إِذن الى المسارقة، ثمّ لم أزل أتبعه حتّى مرَّ بصاحب رمّان، فما زال به حتّى تغفّله فأخذ من عنده رمّانتين مسارقة، فتعجّبت منه ثم قلت في نفسي: لعلّه معاملة، ثمّ أقول: وما حاجته إِذن إِلى المسارقة، ثمّ لم أزل أتبعه حتّى مرَّ بمريض فوضع الرغيفين والرمّانتين بين يديه.
ثمّ سألته عن فعله فقال: لعلّك جعفر بن محمّد، قلت: بلى، فقال لي: وما ينفعك شرف أصلك مع جهلك ؟ فقلت: وما الذي جهلت منه ؟ قال: قول اللّه عزّ وجل «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيّئة فلا يجزى إِلا مثلها»( الأنعام: 16) وإِني لمّا سرقت الرغيفين كانت سيّئتين، ولمّا سرقت الرّمانتين كانت سيّئتين، فهذه أربع سيّئات فلما تصدَّقت بكلّ واحدة منها كان لي أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع سيّئات وبقي لي ستّ وثلاثون حسنة، فقلت: ثكلتك اُمّك أنت الجاهل بكتاب اللّه، أما سمعت اللّه تعالى يقول «إِنما يتقبّل اللّه من المتّقين» إِنك لمّا سرقت رغيفين كانت سيّئتين، ولمّا سرقت رمّانتين كانت أيضاً سيّئتين، ولمّا دفعتها الى غير صاحبها بغير أمر صاحبها كنت إِنما أضفت أربع سيّئات الى أربع سيّئات، ولم تضف أربعين حسنة الى أربع سيّئات، فجعل يلاحظني فانصرفت وتركته.
قال الصادق عليه السلام: بمثل هذا التأويل القبيح المستكره يَضلّون ويُضلّون.
أقول: وما اكثر أمثال هذا المتأوّل ولا غرابة بعد أن أعرضوا عن المنهل واستقوا من السراب.
وهذه شذرات من مناظرات الصادق عليه السلام ومحاججاته مع مَن تنكّب عن سبيل الهدى، وحاد عن سنن الحقّ، وهي قطرة من غيث، جئنا بها نموذجاً من تلك الحياة العلميّة في الحجج والأدلّة.
الاهليلجة
سميّ هذا التوحيد بالاهليلجة لأن الامام الصادق عليه السّلام كان مناظراً فيه لطبيب هندي في إهليلجة كانت بيد الطبيب، وذلك أن المفضّل بن عمر كتب الى الامام الصادق عليه السّلام يخبره أن أقواماً ظهروا من أهل هذه الملّة يجحدون الربوبيّة ويجادلون على ذلك، ويسأله أن يردّ عليهم قولهم ويحتجّ عليهم فيما ادّعوا بحسب ما احتجّ به على غيرهم.
فكتب اليه الامام الصادق فيما كتب: وقد وافاني كتابك ورسمت لك كتاباً كنت نازعت فيه بعض أهل الأديان من أهل الإنكار، وذلك أنه كان يحضرني طبيب من بلاد الهند، وكان لا يزال ينازعني في رأيه ويجادلني عن ضلالته، فبينا هو يوماً يدقّ إهليلجة ليخلطها دواءً احتجت اليه من أدويته إِذ عرض له شيءمن كلامه الذي لم يزل ينازعني فيه، من ادّعائه أن الدنيا لم تزل ولا تزال شجرة تنبت واُخرى تسقط، ونفس تولد واُخرى تتلف، وزعم أن انتحالي المعرفة للّه دعوى لا بيّنة عليها ولا حجّة لي فيها، وأن ذلك أمر أخذه الآخر عن الأول والأصغر عن الأكبر، وأن الأشياء المختلفة والمؤتلفة والباطنة والظاهرة إِنما تعرف بالحواسّ الخمس: النظر والسمع والشمّ والذوق واللمس، ثمّ قاد منطقه على الأصل الذي وضعه،
 فقال: لم يقع شيء من حواسّي على خالق يؤدّي الى قلبي إِنكار اللّه تعالى.
ثمّ قال: أخبرني بم تحتجّ في معرفة ربّك الذي تصف قدرته وربوبيّته وإِنما يعرف القلب الأشياء كلّها بالدلالات التي وصفت لك ؟
قلت: بالعقل الذي في قلبي، والدليل الذي أحتجّ في معرفته.
 قال: فأنّى يكون ما تقول وأنت تعرف أن القلب لا يعرف شيئاً بغير الحواس، فهل عاينت ربّك ببصر، أو سمعت صوته باُذن، أو شممته بنسيم، أو ذقته بفم، أو مسسته بيد، فأدّى ذلك المعرفة الى قلبك ؟
قلت: أرأيت اذا أنكرت اللّه وجحدته لأنك زعمت أنك لا تحسّه بحواسك التي تعرف بها الأشياء وأقررتُ أنا به هل بدّ من أن يكون أحدنا صادقاً، والآخر كاذباً؟ قال: لا.
 قلت: أرأيت إِن كان القول قولك، فهل تخاف عليّ شيء ممّا اُخوّفك به من عقاب اللّه، قال: لا، قلت: أفرأيت إِن كان كما أقول والحقّ في يدي، ألست قد أخذت فيما كنت اُحاذر من عقاب اللّه بالثقة، وإِنك قد وقعت بجحودك وإنكارك في الهلكة؟ قال: بلى.
 قلت: فأيّنا أولى بالحزم وأقرب من النجاة؟ قال: أنت، إِلا أنك من أمرك على ادّعاء وشبهة وأنا على يقين وثقة، لأني لا أرى حواسّي الخمس أدركته، وما لم تدركه حواسّي فليس عندي بموجود. قلت: إِنه لمّا عجزت حواسّك عن إِدراك اللّه أنكرته، وأنا لمّا عجزت حواسّي عن إِدراك اللّه صدّقت به، قال: وكيف ذلك ؟
 قلت: لأن كلّ شيء جرى فيه أثر التركيب لَجسم أو وقع عليه بصر لَلون، فما أدركته الأبصار ونالته الحواس فهو غير اللّه سبحانه لأنه لا يشبه الخلق ولا يشبهه الخلق، وأن هذا الخلق ينتقل بتغيير وزوال، وكلّ شيء أشبه التغيير والزوال فهو مثله، وليس المخلوق كالخالق، ولا المحدَث كالمحدِث.
ثمّ أن الصادق عليه السّلام قال: قلت له: أخبرني هل أحطت بالجهات كلّها وبلغت منتهاها ؟ قال: لا.
 قلت: فهل رقيت الى السماء التي ترى، أو انحدرت الى الأرض السفلى فجلت في أقطارها ؟ أو هل خضت في غمرات البحور واخترقت نواحي الهواء فيما فوق السماء أو تحتها الى الأرض وما أسفل منها، فوجدت ذلك خلاء من مدبّر حكيم عالم بصير ؟ قال: لا.
 قلت: فما يدريك لعلّ الذي انكره قلبك هو في بعض ما لم تدركه حواسّك ولم يحط به علمك، قال: لا أدري لعلّ في بعض ما ذكرت مدبّرا وما أدري لعلّه ليس في شيء من ذلك شيء.
ثمّ قال الامام الصادق عليه السّلام: قلت: أما إِذ خرجت من حدّ الإنكار الى منزلة الشكّ فإني أرجو أن تخرج الى المعرفة، قال: فإنما دخل عليّ الشكّ لسؤالك إيّاي عمّا لم يحط به علمي، ولكن من أين يدخل عليّ اليقين بما لم تدركه حواسّي ؟
 قلت: من قِبل إهليلجتك هذه، قال: ذاك إِذن أثبت للحجّة، لأنها من آداب الطبّ الذي اذعن بمعرفته.
ثمّ أن الامام الصادق عليه السّلام صار يلقي عليه الأسئلة عمّا يخصّ الاهليلجة من كيفيّة صنعتها، ومن وجود أمثالها في الدنيا، والطبيب يراوغ في الجواب حذراً من الالتزام بالصنعة الدالّة على الصانع، الى أن ألزمه بما لا يجد محيصاً من الاعتراف به وهو أنها خرجت من شجرة.
ثمّ قال الامام الصادق: أرأيت الاهليلجة قبل أن تعقد، إِذ هي في قمعها ماء بغير نواة ولا لحم ولا قشر ولا لون ولا طعم ولا شدّة، قال: نعم،
 قال الامام الصادق عليه السّلام: قلت له: أرأيت لو لم يرقق الخالق ذلك الماء الضعيف الذي هو مثل الخردلة في القلّة والذلّة ولم يقوّه بقوّته ويصوّره بحكمته ويقدّره بقدرته، هل كان ذلك الماء يزيد على أن يكون في قمعه غير مجموع بجسم ولا قمع وتفصيل، فإن زاد زاد ماءً متراكباً غير مصوّر ولا مخطّط ولا مدبّر بزيادة أجزاء ولا تأليف أطباق.
قال: أريتني من تصوير شجرتها وتأليف خلقتها وحمل ثمرتها وزيادة أجزائها وتفصيل تركيبها أوضح الدلالات وأظهر البيّنات على معرفة الصانع، ولقد صدقت بأن الأشياء مصنوعة، ولكني لا أدري لعلّ الاهليلجة والأشياء صنعت نفسها.
 ثمّ أن الامام الصادق عليه السّلام أثبت له أنها مصنوعة لغيرها، لسبقها بالعدم ولأن صنعتها تدلّ على أن صانعها حكيم عالم، الى غير ذلك من البراهين.
ثمّ ما زال الامام الصادق(ع) يسايره في الكلام، ومحور الكلام الاهليلجة، إِلى أن أرغمه الدليل على الاعتراف بالصانع الواحد، بعد أن صار كلامهما إِلى النجوم والمنجّمين.
ثمّ صارالامام الصادق يدلي عليه بالبيان عن تلك العلامات على ذلك الصانع الواحد، والدلالات على ذلك الحكيم القدير والعالم البصير، من مصنوعاته من السماء والأرض والشجر والنبات والأنعام وغيرها وكيفيّة دلالتها عليه.
ثمّ أخذ في بيان صفاته من اللطف والعلم والقوّة والسمع والبصر والرأفة والرحمة والإرادة.
موجز براهينه(ع) على الوجود والوحدانية
تعرف المواهب الغزيرة من المقدرة في البيان، فبينا تجده يطنب في الدليل كما في توحيد المفضل وغيره إِذ تراه يأتي بأوجز بيان في البرهان مع الوفاء بالقصد، وذلك حين يُسأل عن الدليل على الخالق فيقول عليه السلام: ما بالناس من حاجة.
 أقول: ما أوجزها كلمة، واكبرها حجّة، فإنّا نجد الناس في حاجة مستمرّة في كلّ شأن من شؤون الحياة، وهذه الحاجة تدلّ على وجود مآل لهم في حوائجهم غنيّ عنهم بذاته، وأن ذلك المآل واحد، إِلا لاختلف السير والنظام.
ويسأله مرّة هشام بن الحكم بقوله: ما الدليل على أن اللّه تعالى واحد ؟ فيقول عليه السّلام: اتّصال التدبير، وتمام الصنع.
أقول: إِن كلّ واحدة من هاتين الكلمتين تصلح لأن تكون دليلاً برأسه، وذلك لأن اتّصال التدبير شاهد على وحدانيّة المدبّر، إِذ لو كان اثنين أو اكثر لكان الخلاف بينهما سبباً لحدوث فترة أو تضارب، فلا يكون التدبير متّصلاً، والتقدير دائماً، كما أن تمام الصنعة في الخلقة دائماً شاهد آخر على الوحدانيّة، لأن استمرار الإتفاق في الاثنين مع التكافؤ في كلّ شأن لا يكون أبداً، كما نشاهده في الذين يديرون دولاب البلاد، فإن حصل اختلاف ولو برهة فسد المخلوق، فأين تمام الصنع ؟ فالتمام دليل الوحدة أيضاً.
ويسأله أبو شاكر الديصاني بقوله: ما الدليل على أن لك صانعاً ؟ فيقول عليه السّلام: وجدت نفسي لا تخلو من إِحدى جهتين إِمّا اكون صنعتها أنا أو صنعها غيري، فإن كنت صنعتها فلا أخلو من إِحدى جهتين إِمّا أنّ اكون صنعتها وكانت موجودة فقد استغنت بوجودها عن صنعتها، وإِن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم لا يحدث شيئاً، فقد ثبت المعنى الثالث أن لي صانعاً وهو ربّ العالمين، فقام وما أحار جواباً.
وسأل الامامُ الصادق(ع) مرّة ابنَ أبي العوجاء فقال له: أمصنوع انت أم غير مصنوع ؟
فقال له ابن أبي العوجاء: أنا غير مصنوع!
 فقال له الامام الصادق عليه السلام: فصف لي لو كنت مصنوعاً كيف كنت تكون؟ فبقي مليّاً لا يحير جواباً وولع بخشبة كانت بين يديه وهو يقول: طويل عريض عميق قصير متحرّك ساكن، كلّ ذلك من صفة خلقه.
 فقال له الصادق عليه السّلام: فإن كنت لم تعلم صفة الصنعة من غيرها فاجعل نفسك مصنوعاً لما تجد في نفسك ممّا يحدث من هذه الاُمور، فقال ابن أبي العوجاء: سألتني عن مسألة لم يسألني أحد عنها قبلك، ولا يسألني أحد بعدك عن مثلها.
أقول: إِن إِثبات هذه العوارض على الانسان لكونه مصنوعاً ظاهر، لأن طوله بعد القصر واختلافه في العمق والعرض آناً بعد آخر، وسكونه مرّة وحركته اُخرى أحداث دلّت على وجوده بعد العدم ومصنوعيّته بعد أن لم يكن، ولا بدّ للمصنوع من صانع وللمخلوق من خالق.
نفي التجسيم
لعلّ شبهة التجسيم جاءت من قبل بعض الزنادقة فدخلت في بعض معتقدات أهل الآراء والمذاهب من المسلمين، الذين يجمدون في الدين على الظواهر، فإن أهل الزندقة لما خابوا في الدعوة الى التعطيل والإلحاد أفلحوا في دسّ هذه الشبهة، لأنّا نجد الكلام عنها كثيراً في ذلك العصر، ونقرأ الكثير عنها في الأسئلة التي توجّه الى الإمام، فمن ذلك قوله في الجواب عن هذه الشبهة:
إِن الجسم محدود متناه، والصورة محدودة متناهية، فاذا احتمل الحدّ احتمل الزيادة والنقصان، واذا احتمل الزيادة والنقصان كان مخلوقاً.
قال السائل: فما أقول ؟
 قال عليه السّلام: لا جسم ولا صورة وهو مجسّم الأجسام، ومصوّر الصور، لم يتجزّأ ولم يتناه، ولم يتزايد ولم يتناقص، لو كان كما يقولون لم يكن بين الخالق والمخلوق فرق، ولا بين المنشئ والمنشأ، لكن هو المنشئ فرّق بين جسمه وصوره وأنشأه، إِذ لا يشبهه شيء ولا يشبه هو شيئاً.
أقول: كاد أن يسيل هذا البيان رقّة ولطفاً مع قوّة الحجّة ومتانة التركيب وقد أغنى بوضوحه عن ايضاحه.
وقال مرّة اُخرى: فمن زعم أن اللّه في شيء أو على شيء أو يحول من شيء الى شيء أو يخلو منه شيء أو يشتغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين واللّه خالق كلّ شيء لا يقاس بالقياس، ولا يشبّه بالناس، لا يخلو منه مكان ولا يشتغل به مكان، قريب في بُعده بعيد في قربه، ذلك اللّه ربّنا لا إِله غيره.
أقول: ما أبدع هذا الوصف منه عليه السّلام، وما أدقّ معنى قوله «قريب في بُعده بعيد في قربه» ويحتاج إِدراكه الى لطف فريحة وفطرة ثانية.
وما اكثر ما جاء عنه عليه السّلام في هذا المعنى ونجتزي عنه بهذا القدر. وممّا يجب أن يعلم أن نفي الجسم والصورة عنه - تقدّست ذاته - ممّا يقتضيه حكم العقل، وقد استوفت البيان عن كتب الكلام، وأن النبي وأهل بيته عليهم السّلام جميعاً أجمعوا على هذا التنزيه إِرشاداً الى حكم العقل، وما اكثر ما جاء عن سيّد الرسل صلّى اللّه عليه وآله من البيان عن هذا التنزيه، ومن التأويل لما جاء ظاهراً في التجسيم من التنزيل، أمثال قوله تعالى: «الرحمن على العرش استوى» وقوله «يد اللّه فوق أيديهم» وقوله: «فثم وجه اللّه» وغيرها، ولولا أن نخرج عن الصدد لوافيناك ببعض كلامه، بيد أننا نذكر كلمة واحدة فحسب وهو ما يروى عن ابن عباس، قال: قدم يهودي على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله يقال له نعثل فقال: يا محمّد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري مند حين، فإن أنت أجبتني عنها أسلمت على يدك، قال: سل يا أبا عمارة، فقال: يا محمّد صف لي ربّك، فقال صلّى اللّه عليه وآله: إِن الخالق لا يوصف إِلا بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواسّ أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار عن الاحاطة به جلّ عمّا يصفه الواصفون، نأى في قربه، وقرب في نأيه، كيّف الكيفيّة فلا يقال له كيف، وأيّن الأين فلا يقال له أين، فهو الأحد الصمد، كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
قال: صدقت يا محمّد، أخبرني عن قولك: أنه واحد لا شبيه له، أليس اللّه واحداً والانسان واحداً، فوحدانيّته أشبهت وحدانيّة الانسان؟
 فقال صلّى اللّه عليه وآله: اللّه واحد واحديّ المعنى، والانسان ثنويّ المعنى، جسم وعرض وبدن وروح، فإنما التشبيه في المعاني لا غير، قال: صدقت يا محمّد.
أقول: فهذه الكلمة من الرسول صلّى اللّه عليه وآله صريحة في تنزيهه تعالى عمّا يشابه الخليقة في الذات والصفات، والقرآن ينادي بفصيحه في ذلك التنزيه بأمثال قوله تعالى: «لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار» فليت شعري أما يكفي في تأويل هاتيك الآيات الظاهرة مثل هذه الآيات الصريحة،ومثل كلام الرسول السالف، ومثل ما جاء عنه وعن آله في تفسير تلك الظواهر، ومن ورائها جميعاً حكم العقل بنزاهته تعالى عن مشابهة الحوادث ومجانسة الممكنات.
ولا أدري كيف نفث ذلك السحر فأعمى بعض الأبصار والبصائر، فجعل ناساً من الأوائل يخبطون خبط عشواء في التوحيد ؟

مناظرة الإمام الصادق عليه السلام مع أبي حنيفة

 في حكم التوسّل بالنبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم


قال الشيخ الكراجكي طيب الله ثراه : ذكروا أن أبا حنيفة أكل طعاماً مع الاِمام الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) ، فلما رفع الصادق (عليه السلام) يده من أكله قال : الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم هذا منك ، ومن رسولك (صلى الله عليه وآله) .
فقال أبو حنيفة: يا أبا عبدالله ، أجعلت مع الله شريكاً ؟
فقال له : ويلك ، فإنّ الله تعالى يقول في كتابه : ( وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله )( سورة التوبة : الآية 59) ، ويقول في موضع آخر : ( ولو أنّهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله )( سورة النساء : الآية 59 .)
فقال أبو حنيفة : والله ، لكأني ما قرأتهما قط من كتاب الله ولا سمعتهما إلاّ في هذا الوقت !
فقال أبو عبدالله (عليه السلام) : بلى ، قد قرأتهما وسمعتهما ، ولكن الله تعالى أنزل فيك وفي أشباهك : ( أم على قلوب أقفالها )( سورة محمد : الآية 24) وقال : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )( سورة المطففين : الآية 14).
والجدير بالذكر هنا هو ما روي عن الاِمام أبي الحسن الهادي (عليه السلام) من حديث له في عظمة الله تعالى قال (عليه السلام) ... بل كيف يوصف لكنهه محمد (صلى الله عليه وآله) وقد قرنه الجليل باسمه ، وشركه في عطائه ، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته ، إذ يقول : ( وما نقموا إلاّ أن أغناهم الله ورسوله من فضله ) وقال : يحكى قول من ترك طاعته ، وهو يعذّبه بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانها : ( يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسول ) أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الاَمر منكم ) .  
قال العلامة المجلسي رحمه الله: وجدت بخطّ بعض الاَفاضل نقلاً من خطّ الشهيد رفع الله درجته قال: قال أبو حنيفة النعمان بن ثابت جئت إلى حجّام بمنى ليحلق رأسي، فقال: ادن ميامنك، واستقبل القبلة، وسمِّ الله؛ فتعلّمت منه ثلاث خصال لم تكن عندي، فقلت له: مملوك أنت أم حرّ ؟
فقال: مملوك.
قلت: لمن ؟
قال: لجعفر بن محمد العلوي عليه السلام.
قلت: أشاهد هو أم غائب ؟
قال: شاهد.
فصرت إلى بابه واستأذنت عليه فحجبني، وجاء قومٌ من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذن لهم، فدخلت معهم، فلمّا صرت عنده قلت له: يا بن رسول الله لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمد صلى الله عليه وآله، فإنّي تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم.
فقال عليه السلام: لا يقبلون منّي.
فقلت: ومن لا يقبل منك وأنت ابن رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
فقال عليه السلام: أنت ممّن لم تقبل منّي، دخلت داري بغير إذني، وجلست بغير أمري، وتكلمت بغير رأيي، وقد بلغني أنّك تقول بالقياس.
قلت: نعم به أقول.
قال عليه السلام: ويحك يا نعمان أوّل من قاس الله تعالى إبليس حين أمره بالسجود لآدم عليه السلام وقال: (خَلقتَني من نار وخَلَقتهُ من طين) ، أيّما أكبر يا نعمان القتل أو الزنا ؟
قلت: القتل.
قال عليه السلام: فلِمَ جعل الله في القتل شاهدين، وفي الزنا أربعة ؟ أينقاس لك هذا ؟
قلت: لا.
قال عليه السلام: فأيّما أكبر البول أو المني ؟
قلت: البول.
قال عليه السلام: فلِمَ أمر الله في البول بالوضوء، وفي المني بالغسل ؟ أينقاس لك هذا ؟
قلت: لا.
قال عليه السلام: فأيّما أكبر الصلاة أو الصيام ؟
قلت: الصلاة.
قال عليه السلام: فلِمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم، ولا تقضي الصلاة ؟ أينقاس لك هذا ؟
قلت: لا.
قال عليه السلام: فأيّما أضعف المرأة أم الرجل ؟
قلت: المرأة.
قال عليه السلام: فلِمَ جعل الله تعالى في الميراث للرجل سهمين، وللمرأة سهماً، أينقاس لك هذا ؟
قلت: لا.
قال عليه السلام: فلِمَ حكم الله تعالى فيمن سرق عشرة دراهم بالقطع، وإذا قطع رجلٌ يد رجل فعليه ديتها خمسة آلاف درهم ؟ أينقاس لك هذا ؟
قلت: لا.
قال عليه السلام: وقد بلغني أنّك تفسر آية في كتاب الله، وهي: (ثمّ لتسئلنّ يومئذ عن النعيم) ، أنّه الطعام الطيّب، والماء البارد في اليوم الصائف .
قلت: نعم.
قال عليه السلام له: دعاك رجل وأطعمك طعاماً طيّباً، وأسقاك ماءً بارداً، ثم امتنّ عليك به، ما كنت تنسبه إليه ؟
قلت: إلى البخل.
قال عليه السلام: أفيبخل الله تعالى ؟
قلت: فما هو ؟
قال عليه السلام: حبّنا أهل البيت.
جاء في شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني: ج 2 ص 476 ح 1150 (ما نزل في سورة التكاثر)، بسنده عن أبي حفص الصائغ عن جعفر بن محمد في قوله تعالى: (لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم) قال: نحن النعيم، وروى أيضاً في ص 477 (ح 1152) عن أبي حفص الصائغ قال: قال عبدالله بن الحسن في قوله تعالى: (ثم لتسألنَّ يومئذٍ عن النعيم) ، قال: يعني عن ولايتنا والله يا أبا حفص.
وجاء في كتاب تأويل الآيات الطاهرة للاسترابادي ص 816، عن الاَصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه السلام إنه قال: (ثمّ لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم) ، نحن النعيم، وأيضاً مُسنداً عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على محمد بن علي عليه السلام فقدم لي طعاماً لم أكل أطيب منه، فقال لي: يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا ؟ فقلت: جُعلت فداك ما أطيبه غير أني ذكرت آية في كتاب الله فنغَّصَتنيه قال: وما هي ؟ قلت: (ثمّ لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم) ، فقال: والله لا تسأل عن هذا الطَّعام أبداً، ثم ضحك حتى افترَّ ضاحكتاه وبدت أضراسه وقال: أتدري ما النَّعيم ؟ قلت: لا ؟ قال: نحن النعيم الذي تسئلون عنه.
وفي تفسير القمي لاَبي الحسن علي بن إبراهيم: ج 2 ص 440 ـ في قوله تعالى: (ثمّ لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم) أي عن الولاية، والدليل على ذلك قوله: (وقفوهم إنَّهم مسؤلون) قال: عن الولاية. أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن سلمة بن عطا عن جميل عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت قول الله: (ثمّ لتسألنّ يومئذٍ عن النعيم) قال: قال: تسئل هذه الاَمة عما أنعم الله عليهم برسوله الله صلى الله عليه وآله ثم بأهل بيته المعصومين عليه السلام.

حِكَمه عليه السلام

1-  ليس لابليس جند أشد من النساء والغضب.
2- إزالة الجبال أهون من إزالة قلب عن موضعه.
3- من عرف شيئا قل كلامه فيه.
4- ليست البلاغة بحدة اللسان ولا بكثرة الهذيان ولكنها إصابة المعنى وقصد الحاجة.
5- كثرة النظر في الحكمة تلقح العقل.
6- من تعلق قلبه بحب الدنيا تعلق من ضُرها بثلاث خصال: هم لا يُفنى وأمل لا يُدرك ورجاء لا يُنال)).
7- ما الدنيا وما فيها؟ هل هي إلا سَدة فورة - يقصد سكنة الجوع- وستر عورة؟.
8- سئل عليه السلام: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند إمام جائر.
سأله بعض أصحابه: يابن رسول الله على ماذا بنيت أمرك؟ فقال عليه السلام:على أربع:
الأولى: علمت أن عملي لا يعمله غيري فاجتهدت.
الثانية: علمت أن الله مطلع علي فاستحييت.
الثالثة: علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنيت.
الرابعة: علمت أن آخر أمري الموت فاستعددت.

استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام)

روي أن شهادته ( عليه السلام ) كانت في الخامس والعشرين من شوال ، واتفق المؤرخون من الفريقين على أن شهادته ( عليه السلام ) كانت عام ( 148 هـ ) ، وقد استشهد ( عليه السلام ) بعد أن اغتاله المنصور بالسم على يد عامله بالمدينة ، وذكر ذلك بعض أهل السنّة أيضاً ، كما في ( إِسعاف الراغبين ) و ( نور الأبصار ) و ( تذكرة الخواص ) و ( الصواعق المحرقة ) وغيرها.
ودفن عليه السلام في البقيع مع والده الامام الباقرعليهما السلام.