الردّة وبدء المؤامرة ضد أهل البيت (ع)

فلمّا أختار الله لنبيّه ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ دارَ أنبيائه ومأوى أصفيائه ؛ ظهر فيكم حسكةُ النّفاق وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الأقليّن ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفاً بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرّة فيه ملاحظين ، ثمّ استنهضكم فوجدكم خفافاً ، وأحمشكم فألفاكم غضاباً ؛ فوسمتم غير إبلكم ، وأوردتم غير مشربكم ؛ هذا والعهد قريب ، والكَلْم رحيب ، والجرح لمّا يندمل

ثـمّ لـمّا الإلـهُ خـار  لذاتِ
الـمصطفى دارَ قربِه  أُخراها
دارة  الأنـبياء والرّسل  مأوى
الأصـفياء الكرام دون  سواها
سـلّ فيكم سلّ النفّاق  وأبدى
كلّما كان في النّفوس اختفاها
سـمل الـدين ثـوبه  وعليه
غـيّرت كلُّ عروةٍ مرساها
وغدى  السّاكت الغويّ  نَطوقاً
والخمولُ الرديُّ في  أعلاها
واسـتوى كلُّ مبطلٍ ذا هديرٍ
يـتخطّى بـعُجْبه  مـسعاها
وأطـلّ  الـشّيطان ممّا تخفّى
رأسـه هـاتفاً بـكم  أنهياها
فـرآكـم مـطـوّعّين  لـديهِ
مـستجيبين دعـوةً أبـداها
وخـفافاً مـبادرين  ركـضتم
حـينما فـتنة الـهوى ألقاها
وغـضاباً مـحمّسين  وثـبتم
حـينما جمرة الحماسِ  حماها
فـنياقاً  لـغيركم قـد  وسمتم
ووردتـم لـمَن سواكم  مياها
كـلُّ  هـذا والعهدُ منه قريبٌ
وجروحُ الفراق رحبٌ فضاها