شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية

أنشودة حبّ .. بين يدَي الزهراء عليها السلام

0 المشاركات 00.0 / 5

إنـي بَنيـتُ مـنـاهـجـاً وفصـولا         للـحـب والـعُـشّـاق جيـلاً جـيـلا
جـمّعـتُ أسـرارَ الـهـوى وحَفِظتُها         وشَرَحتُـهـا.. فـصّلتُـهـا تفـصيـلا
لــم أُبـقِ نـادرةً بـهـا أو قـصـةً         حتـى جـمـعتُ إلى الفـروع أصولا
فالـعـاشقـون عـلـى يـديّ تعلّـموا         قـصصَ الهـوى منذ العصور الأولـى
فـجـمـيلُ لـيـلى أونـزار تتـلمـذوا         عـنـدي فـحـازوا رتـبـةً وقـبـولا
لكـنهم لـم يعـشـقـوا كحبـيـبـتـي         كـلاّ ولا عـرفـوا الهـوى المسـؤولا
فتـحلّقــوا حـولي أُديـرُ عـليهـمو         كــأسَ الـهـوى فـتعـلّلوا تـعليـلا
وتـمـايـلـوا لـمّـا قـرأتُ قصيـدتي         والـحـبُّ بـيـن الـعـاشقـين رسولا
سـجــدوا يـلـفّـهـمُ الـخشـوعُ         محـةً لـمّا قـرأتُ عن البتـول فصولا
لـمّـا قــرأتُ عـن الهـوى أنشودتي         وأخذتُ أغـرسُ فـي السـحاب نخيـلا
وزرعـتُ بـعـضي فـي الولاء قصيدةً         وسـكبـتُ فـي كـل الـقـفار سيولا
أشـعلتُ مـسـرجـةَ الهـوى بمَخيلتي         لأُحيلَ أجـنـحـةَ الـظـلام نـخـيـلا
حـتى تَـمسَّــحـتِ المـلائكُ بالسَّـنا         لتحيك مـن بـعـض السـنـا إكـليـلا
واللـيـلُ يَبـسِمُ والنـجـومُ حـديـقـةٌ         والشمسُ تـقـبـس من عُـلاكِ فَـتـيلا

* * *

زهراءُ .. أنـتِ إن عَـشِقتُ حبيبتي         والعمرُ يُصـبح في هواكِ جـميـلا
والحب جَلجَلَ غُـنـوةً مـحمـومةً         فيـها الـفؤادُ عن اللسـان بـديـلا
قسمـاً بـذكراها وعـطرِ نسيـمِها         إنـي أرتّــل حُبَّـهـا تـرتـيـلا
سأعلّم العُشّاقَ كيـف هـو الهـوى         للعـاشقينَ عـلى الـوجودِ دليـلا
ما الحبّ فلسـفةٌ ولا أُطــروحةٌ         إن الـهـوى لايَقَـبلُ التحلـيـلا
الحب للـزهراء مـحضُ سعـادةٍ         فـيـنـا تَنـزّلَ حبُّـها تنـزيـلا
حبُّ البـتـولِ عقيـدةٌ جـذريـةٌ         والله نــوّر أنـفُـسـاً وعقـولا
مهما تعسّـف ظالمـوكِ فإنّــهم         لـن يُطفئوا للمـصـطفى قنديـلا
هـذي مدينتُـكِ وهـذي شـيـعةٌ         جَعَلوا بروحكِ روحَـهُم موصولا
صَمَدوا كما نـخلُ المدينة صـامدٌ         وتـحلّـقوا عند البقـيع طـويـلا
نحن الـولاء بلا اختيـارٍ.. إنـما         كـان الـولاءُ لليـلنـا قنـديـلا
فحيـاتُـها أنشـودة قـدسـيـةٌ         وأحاطـها قلـبُ الهـدى تدليـلا
حوريّةٌ ريحُ الجِنـانِ عبيـرُهـا         فيها السَّـنا القـدسيُّ كان أصيلا
ياطلعةَ الفـردوس ذابَ بروحها         طــه نبـيـاً والـداً وخلـيـلا
وخديجةُ الإسـلام تـرعى بذرةً         بفـؤادهـا وتُحيـطـها تقـبيـلا
حتى غَدَت معـزوفـةً عُلـويةً         يشـدو بها صوتُ السمـاء جليلا
طُهرٌ يُعانقُه الـعفـافُ ورحمـةٌ         تـزكو مدائنُـها مـدىً وحقـولا
روحٌ من الفـردوس فيه جَمـالهُ         يـتحيّـرُ العشـاقُ فيـه طويـلا
زهـراءُ أغنـيةٌ يسـافرُ لَحنُـها         دومـاً بعـالمنا الجمـيل جميـلا
زهراءُ وارثـةُ النبـوةِ والهـدى         مَـن للبتـول إذا ذكرتُ مثيلا ؟!
زهراءُ.. هل تـدري لماذا قُلتُـها         لأبـدّد التـعتـيمَ والـتضـليـلا
لأُعيد للـدنـيـا منـابـرَ أحـمدٍ         فيـها الـكتـابُ مرتَّـلاً ترتيـلا
فيها السمـاءُ تـذوبُ في آمـالنا         حتى تعـودَ إلى الثـواني الأولى
زهـراءُ أمنيـةٌ لـكل مَطامـحِ         الـمستضعفينَ مُخلّـصا ودليـلا
حبّي لفـاطمَ أحمـرٌ متـأجّـجٌ         حـبّـي لهـا لايقبـلُ التـأويلا
إنّي بصَـعقاتِ الحبيب مُكَـهرَبٌ         وبسـيفِه الحُـلوِ النـديّ قـتيـلا
يُحيي فؤادي مـن هواها نـسمةٌ         دومـاً فأصـبح بالـهوى مقتـولا
إني سأنقشُ حبَّـها فـي جـبهتي         سيـفاً سينسـف حاسـداً وعَذولا
الله أعطـاهـا المـلائكَ كـلـها         خـدماً تتـابع في الهوى جِـبريلا
إمّا تشـرّفَ بعـضُـهم بزيـارةٍ         صلّى وهـلّل بعـضُـهم تهليـلا
طـه يعلّم والـوصيُّ يَـحوطُـها         حـباً تـدفّـقَ صـارماً مسـلولا
إنّـي بحبّكِ يابـتـولُ مُفـاخِـرٌ         أنـي اتّخـذتُ مع الرسول سبيلا

أضف تعليقك

تعليقات القراء

ليس هناك تعليقات
*
*

شبكة الإمامين الحسنين عليهما السلام الثقافية