يا بضعَة خير الأنبياء

أيُّ رأسٍ بالأسى لـم يَشِـبِ         لآبنةِ المختارِ نورِ الحُجُبِ ؟!

* * *

في البرايا مَن سِوى أُمِّ الحسينْ         للنبيِّ المصطفـى قُـرّةُ عَيـنْ
نورُها قد مَدّ ضـوءَ القمَـرَينْ         وبـهِ أزهـرَ نـورُ الشُّـهُـبِ

* * *

مَن ترى في الناسِ طُرّاً مِثْلَها         أوجَـبَ اللهُ تعالـى وَصْلَهـا
وبنصٍّ منـه أبـدى فضلَهـا         وهـي أُمُّ الأُمنـاءِ النُّـجُـبِ

* * *

لـم تَـزَلْ ذاتَ بكـاءٍ وحَنيـنْ         كلَّ صبحٍ ومسـاءٍ فـي رنيـنْ
يَصدَعُ الصُّمَّ الصَّفا منها الأنينْ         لأبيهـا المصطفـى خيـرِ أبِ

* * *

فَقْدُها قد هدَّ ركنَ المرتضـى         وجميلُ الصبرِ منـه قَوَّضـا
ودّ لَمّا أن قَضَت وَجْداً قضى         لِلّذي حَـلّ بهـا مِـن نُـوَبِ

* * *

أسبَلَت دمعَ أميـر المؤمنيـنْ         وأذابت قلبَ خيرِ المرسليـنْ
كيف لا تَهمي دموعُ المسلمينْ         بِمُذابٍ عن حَشـىً مُنسَكِـبِ

* * *

قَـلّ لـو أنّـا نُذيـب المُهَـجـا         جَزَعـاً فيهـا ووجـداً وشجـى
دُفِنَـت سِـرّاً مُـذِ الليـلُ دَجـا         وهي غَضْبى.. غَيرةَ الله آغضَبي

* * *

فيكِ يا بَضعةَ خيرِ الأنبيـاءْ         إنّني مِن عِللي أرجو الشِّفاءْ
وبِذكْراكِ الدَّوا مِن كـلِّ داءْ         وبه الراحةُ عنـد النَّصَـبِ