يا لائمي كفّ المَلام

يا لائمي كُفَّ المَلام..

السيّد شاكر المحَنّة

يُـحلِّقُ بـي عِـزّاً.. ويـملأُني فَخْرا         إذا ذُكِـرَت فـي الناس فاطمةُ الزهرا
فـؤادُ رسـولِ الله والـبَضعةُ الـتي         لـها جـعل الـرحمانُ في ذِكرِه ذِكْرا
هي الكوثرُ الصافي، هي الطُّهْرُ خالصاً     غـدا حـبُّها فـرضاً وطـاعتُها أجْرا
وأكَـرمَها الـباري فـصارت شفيعةً         لـشيعتِها.. والناس مِن غيرهم حَيرى

* * *

بنفسي التي أعطت إلى الله عُمرَها         فـآوِنَةً نُـسْكاً.. وآونَـةً صـبرا
وقـد كـابَدَت جَمْرَ الحياةِ رَضيّةً         لئلاّ يَرى في الحشرِ شيعتُها جَمْرا
فـما شيّدت قصراً ولا كَنَزت تِبْرا         ولـم تَـرَ لـلدنيا مَقاماً ولا قَدْرا
لـذا ذَهَـبَت كلُّ العُروش مَضيعةً         فلا قيصرٌ في الناس ثَمّ ولا كِسرى
وظَـلَّ لها عرشٌ له القلبُ موضعٌ         ورَوضٌ على رغم التقادمِ مُخْضَرّا

* * *

يُـجدِّد أحـزاني ويُـجري مَـدامعي         إذا اشـتَقتُ يـوماً أن أزورَ لها قبرا
فـيَـصدِمُني قــولٌ حـقيقٌ مـؤكَّدٌ         لـقد شُـيّعَتْ ليلاً.. وقد أُلْحِدَت سِرّا!
أرى الـدمعَ يُـطفي كلَّ حُزنٍ.. وإنّما         بـكائي على الزهرا يَهيجُ بيَ الذكرى
فـأرنو إلـى بـنتِ النبيّ وقد هَوَت         عـلى قـبرِ طه وهي تحتضنُ القبرا
تـقول: أبـي قـد ضَيَّعوني.. وهذه         فِـعالُهمُ فـي مـهجتي تَـركَت سُعْرا
وعـن جـانبَيها تَـذْرِف الدمعَ أعيُنٌ         يَـعِزُّ عـلى الـمختار رؤيتُها عَبْرى
فـهـذا حـسـينٌ سِـبطُهُ وعـزيزُهُ         وذا المجتبى يبكي، وذي زينبُ الكبرى

* * *

وتـطلبُ منّي الصبرَ.. ما الصبرُ بَعدَهُم     جـميلٌ.. وقـد وَدَّعْـتُ بَعدَهُمُ الصبرا
ويـالائـمي كُــفَّ الـمَلامَ.. فـإنّما         مُـصيبةُ بـنتِ المصطفى تُقحِمُ الظَّهْرا
وخُـذْني إلـى الـدارِ الـتي فُجِعَت بها         وقُلْ ليَ أنّى أسقَطت « مُحسناً » قَهْرا ؟!
فـأسألُ بـابَ الـدار: كـيف احتراقُها         وكـيف غـدا جَـفنُ البتولةِ مُحْمَرّا ؟!
وأيُّ يــدٍ شَــلاّءَ مُــدِّتْ لـقُدسِها         فـلم تُـبقِ لـلإسلامِ شـأناً ولا قَدْرا ؟!
ويـا ضـلعَها الـمكسورَ أبـكيتَ شيعةً     تَـوَدُّ بـبذل الـروح لـو تَجبُرُ الكَسْرا