في مدح الإمام العسكري عليه السلام

لو كان شأنك في التجلد شاني   لصبرت عند طوارق الحدثان
أو ما تراني كلما طال العنا   القيت للأقدار فضل عناني
ولو أن مابي قد أصيب ببعضه   ثهلان ضعضع جانبي ثهلان
فاذا غزتك القارعات وضيّقت   أيدي الحوادث فيك كل مكان
عرّج بسامراء فعنك ستنجلي   بالعسكري عساكر الأحزان
من أم مثواه المقدس يلتجيء   لمنار ايمان وكهف أمان
حيث الملائك خضع في ساحة   تهوي الملوك بها على الأذقان
جنن المخوف بها وجنات الندى   لذوي الرجاء قطوفهن دواني
من سادة سر الوجود وجودهم   كأنها الأرواح في الأبدان
الفائزين بنيل كل فضيلة   والحائزين سباق كل رهان
هم رحمة الله التي لا تُقبل   الأعمال لولاهم لدى الرحمن
جمت مواهبه فأعيا عدها   وسمت مناقبه عن التبيان
بأبي الذي استسقي فأرسلت السما   في الجدب وابل غيثها الهتان
وأبان كذب الجاثليق ورهطه   وأعادهم بالخزي والخذلان
 أفديته مضطهدا تجرع من   بني العباس صاب الظلم و العدوان
باحت بسم أبي محمد غيلة   بكوامن الأحقاد و الشنأن
بأبي الذي ختمت رزايا أهله    فيه فليس لرزئه من ثاني
بأبي الذي خفت حلوم أولي النهى   لمصابه و بكى له الثقلان
وقضى قصي الدار لم يرحوله   أحدا من الأنصار و الأعوان
بأبي الذي حضر المغيب عنده   سرا ولم تر شخصه عينان
وعن الامامة و القيام بعبئها   في الدين قد أنبا أبا الاديان
دع عنك ما فعل البعيد قرابة   واعجب لفعل الأقرب المتداني
 فعلى بني الزهراء آل نثيلة    أعدى وأعتى من بني مروان
 يا من همُ نعم الذرائع في غد    لفكاك عان او إغاثة جاني
إن كنت في الدنيا أسأت فانكم   يوم المعاد معادن الإحسان
ماذا يقول القائلون بمدحكم   من بعد مدح الله في القرآن
 صلى الإله عليكمُ ما غردت   ورق على ورق من الأفنان