في فضائل أصلاب وأرحام النبي وعلي(عليهما السلام)

روي بإسناد صحيح عن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال : وحدثني أبو عبد الله جعفر النجار الدرويستي قال : وحدثني أبي محمد بن أحمد قال : حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ، وحدثني يحيى بن أحمد بن يحيى قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الصمد قال : حدثني مسلم بن خالد المكي قال : حدثني جابر بن عبد الله قال : سألت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن ميلاد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لقد سألتني عن خير مولود ولد بعدي على سنة المسيح ( عليه السلام ) ، إن الله خلقني وعليا من نور واحد ، كنت في جنب آدم الأيمن وعلي في جنبه الأيسر نسبح الله ونقدسه ، إلى أن نقلنا من صلبه إلى الأصلاب الطاهرة والأرحام الطيبة ، إلى أن أودعني في صلب عبد الله بن عبد المطلب وخير رحم وهي آمنة بنت وهب ، وأودع عليا في صلب أبي طالب ورحم فاطمة بنت أسد .

قال أبو طالب : لما مض من الليل الثلث أخذ فاطمة ما يأخذ النساء عند الولادة فقلت لها : ما بالك يا سيدة النساء ؟ قالت : إني أجد وهجا ، فقرأت عليها الذي فيه النجاة فسكنت ، ثم دعوت النساء تعينها على أمرها ، فلما ولدت إذا هو كالشمس الطالعة سجد وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله ، بمحمد يختم الله النبوة وبي يتم الوصية . ثم لما وضعته في حجرها ناداها : السلام عليك يا أماه ما خبر والدي ؟ فقالت : في نعم الله يتقلب وفي محبته يتنعم .

قال جابر : قلت : يا رسول الله إن الناس يقولون : إن أبا طالب مات كافرا ! قال : يا جابر ربك أعلم بالغيب ، إنه لما كانت الليلة التي أسري بي إلى السماء انتهيت إلى العرش ، فرأيت أربعة أنوار ، فقيل لي : هذا عبد المطلب ، وهذا عمك أبو طالب ، وهذا أبوك عبد الله ، وهذا ابن عمك طالب ، فقلت : إلهي بم نالوا هذه الدرجة ؟ قال : بكتمانهم الإيمان وإظهارهم الكفر حتى ماتوا على ذلك .

روينا أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال لعلي ( عليه السلام ) : يا علي خلق الله نورا فجزأه ، فخلق العرش وخلق الكرسي من جزء ، والجنة من جزء ، والكواكب من جزء ، والملائكة من جزء ، وسدرة المنتهى من جزء ، وأمسك جزء منه تحت بطنان العرش حتى خلق آدم ( عليه السلام ) فأودعه الله في صلبه ، فكان ينتقل ذلك من أب إلى أب ، إلى عبد المطلب ، ثم صار نصفين ، فنقل جزء إلى عبد الله – والد النبي ( صلى الله عليه وآله ) – ونصف إلى أبي طالب ، فخلقت أنا من جزء وأنت من جزء فالأنوار كلها من نوري ونورك يا علي .

وفي خبر آخر : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وقت الوصية عند الوفاة : ادعوا إلي بقريني قالت حفصة : فدعوت أبي فلما جاءه قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ادعوا إلي قريني قالت أم سلمة : والله ما عنى إلا عليا ، فلما جاءه قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : هذا قريني في الدنيا والآخرة ، كان قريني في ظهر آدم وآدم في الجنة ، وكان قريني في ظهر نوح ونوح في السفينة ، وكان قريني في ظهر إبراهيم حين ألقي في النار ، وهذا قريني في ظهر إسماعيل حين أضجع للذبح ، ثم لم نزل ننتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات إلى أن صرنا إلى ظهر عبد المطلب فقسم الله تعالى ذلك النور والنطفة فجعل نصفه في عبد الله فجئت منه ، وجعل نصفه في أبي طالب فجاء منه علي .