أحادیث ولائیة في فاطمة الزهراء(عليها السلام)

إنّ قيمة كلّ إمرءٍ وقدره في الدنيا والآخرة، عند الله وعند خلقه، إنّما هوبمعرفته وبما يُحسنه من العلم والفن، ثمّ إصطفى الله من خلقه الأنبياء والرّسل، فإستخلصهم لنفسه ودينه، وإختار لهم جزيل ما عنده من النعيم المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال، فعصمهم بعصمة ذاتيّة، وكرّمهم بعلمه اللّدني بعد أن اختبرهم في عوالم الملك والملكوت، فشرط عليهم الزّهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها، فشرطوا له ذلك وعلم منهم الوفاء به.

فقبلهم أوّلاً، ثمّ قرّبهم، وقدّم لهم الذّكر العلّي والثناء الجلّي، وأهبط عليهم ملائكته، وكرّمهم بوحيه، ورفدهم بعلمه، وجعلهم الذريعة إليه، والوسيلة إلى رضوانه، فبعض أسكنه جنّته إلى أن أخرجه منها كآدم(ع)، وبعضهم كلّمه تكليماً كموسى، وجعل منهم رسلاً وختمهم بسيّد المرسلين وخاتم النبيّين وأشرف خلق الله أجمعين محمّد(ص).

فالله سبحانه في العوالم الملكوتيّة كالجبروت واللاهوت قبل العالم الناسوتي قد إمتحن واختبر أنبياءه وأولياءه فشرط عليهم الزّهد، وعلم منهم الوفاء.

ثمّ جعل للنّبي الأعظم محمّد(ص) خلفاء وأوصياء، لهم ما للرّسول من الکلمات و المقامات العالیّة إلاّ الوحي والنبوّة، وهم الأئمّة الإثنى عشر المعصومون الأطهار(عليهم السلام).

ومن أراد أن يعرف مقامهم في الجملة، يكفيه أن يقرء ما جاء في زيارةالجامعة الكبرى الذي يزار بها كلّ إمام معصوم(ع)، وقد ثبت صحّة سندها عن مولانا الإمام علي الهادي(ع)، والتي تعدّ من أفضل الزّيارات، كما تتضمّن على معارف سامية ومطالب سنيّة في معرفة الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، وشؤونهم ومنازلهم الرفيعة، وإنّه بهم بدء الله الخلق وبهم يختم، وينطبق ما جاء فيها من الأوصاف والمقامات على كلّ واحد من الأئمّة الإثني عشر(عليهم السلام)، فإنّهم أهل بيت النبوّة، وموضع الرّسالة ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرّحمة، وخزان علم الله، ومنتهى أركان البلاد، وأبواب الإيمان، وأُمناء الرّحمن، وسلالة النبيّين، وصفوة المرسلين، وخيرة ربّ العالمين، وأئمّة الهدى، ومصابيح الدّجى… هذه جملة من شؤون الإمامة وحجّة الله على الخلق.

واعلم أنّ فاطمة الزهراء’ لا تزار بهذه الزيارة العظيمة، فإنّها مختصّةبالإمام والإمامة، إلاّ أنّ الزهراء’ تمتاز وتختصّ بأنّها حجّة الله على الحجج، فإذا كان حجج الله الأئمّة الأطهار لهم مثل هذه المقامات فما بالك بأُمّهم الزهراء’ التي هي حجّة الله عليهم، وإنّ ولدها المهدي خاتم الأوصياء هو الذي يملاّ الاّرض قسطاً وعدلاً، يحقّق حلم الأنبياء والأوصياء، وإنّه ليتأسّى ويقتدي بها.«لي إسوة بأُمّي فاطمة’».

وإنّها تزار بزيارات خاصّة، كما ورد في زياراتها ما تزار بها يوم الأحد من كلّ أُسبوع، وفي هذه الزيارة أسرار من ورائها خزائن من المعارف والعلوم الإلهيّة، أشّرت إلى بعضها في مؤلفاتي الفاطميّة.

 

فاطمة الزهراء’قلب المصطفى’وروحه التي بين جنبيه

الحديث: البحار عن مجاهد قال: «خرج النّبي(ص) وهو آخذ بيد فاطمة’ فقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمّد، وهي بضعة منّي وهي قلبي وروحي التي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله».

وفي خبر آخر: «قال رسول الله: إنّ فاطمة شعرة منّي، فمن آذى شعرة منّي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله لعنه الله ملأ السّماوات والأرض».

أقول:أنّ الرّوح في الإنسان يدلّ على حياته وحركته، فإنّ الميّت من لا روح فيه ولا حياة له ولم يتحرّك، فأراد النّبي صلى ‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم أن يعرّف مقام إبنته فاطمة الزهراء’ لعامّة النّاس إنطلاقاً بمن كان من حوله من الصحابة، فإنّه من عرف هذه الطاهرة المطهّرة الحوراء الإنسيّة فقد عرفها، ومن لم يعرفها فاعلموا أنّها فاطمة بنت محمّد، أنّها بضعة المصطفى، بل قلبه النابض الذي يدلّ على حياته، بل وروحه التي بين جنبيه، ولولا الرّوح لكان الجسد ميّتاً، فكلّ ما قام به الجسد في مقام الأقوال والأعمال والجهاد إنّما كان بالرّوح، وكلّ ما قام به من العلم والمعرفة والحكمة والقرب من الله سبحانه، إنّما كان بالرّوح، فالرّوح النبويّة تتجلّى بفاطمة الزهراء’.

ومن الطبيعي والأمر البديهي أنّه من يؤذي فاطمة الزهراء’ حينئذٍ فقد آذى رسول الله، ومن آذى الرّسول أذى الله، ومن أذى الله والرّسول فقد صرّح القرآن الكريم بعاقبته وماهيّته وشخصيّته، فإنّ ملعون ملعون في الدنيا والآخرة.

 

طهارة الزهراء

الحديث: البحار عن نافع ابن أبي الحمراء قال: «شهدت رسول الله(ص) ثمانية أشهر إذا خرج إلى صلاة الغداة مرّ بباب فاطمة’ فقال: السّلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة: «إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً».

أقول: لا يخفى أن قول رسول الله الصلاة أي كان عند أوقات الصلاة يقول ذلك ويشير إلى أنّه حان وقت الصلاة وليس هذا يعني أنّه يذكرهم بالصلاة، فإنّ التذكير عند الغفلة ولا غفلة، في أهل البيت(عليهم السلام) حتّى يذكّرهم النّبي(ص) بالصلاة، بل ربّما قوله (الصلاة) حتّى يعلم المسلمون جيلاً بعد جيل وإلى يوم القيامة أنّ الصلاة إنّما تؤخذ من هذا البيت الصلاة، وإذا كانت الصلاة عمود الدّين ويؤخذمن هذا البيت فبطريق أولى يؤخذ كلّ الدين في أحكامه وعقائدته وأخلاقه من هذا البيت، الطاهر المطهّر، لا من فلان وفلان من يشهد على نفسه بالظلم والجهل والهلاك لو لا وجود أهل البيت(عليهم السلام). ثمّ يشير النّبي الأعظم(ص) إلاّ أنّه سلم لأهل هذا البيت «سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم» وإنّ أهل هذا البيت هم المقصودون في آية التطهير.

 

(تسبيح فاطمة الزهراء)

الحديث: البحار عن الكافي بسنده عن أبي جعفر(ع) قال: «ما عبد الله بشيء من التمجيد أفضل من تسبيح فاطمة’ ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول الله(ص) فاطمة».

أقول: أنّ الهبات والهدايا والعطايا والنحلات تختلف باختلاف الزّمان والمكان والأحوال والأشخاص ومعتقداتها، فأفضل الهبات والهدايا ما كان عليه إسم الله، وما كان من خزائن الله وكنوزه ومن العالم الملكوتي والغيبي، فما أعظم المهدي وهو الرّسول الأعظم أشرف خلق الله.

وما أعظم المهدي إليه وهي فاطمة الزهراء’ سيّدة نساء العالمين’.وأعظم الهديّة وهو نسيج فاطمة الزهراء’ وهو مأة مرّة من الذكر الإلهي بكيفيّة خاصّة (34 مرّة الله أكبر ثمّ 33 مرّة الحمد للّه‏ ثمّ 33 مرّة سبحانه الله). فالتكبير والتحميد والتسبيح، وفي القوس النزولي من الوحدة إلى الكثرة فمن تكبير الله وانّه أكبر من أن يوصف، ثمّ الحمد والثناء كلّه للّه‏ فإنّه الجمال المطلق ومطلق الجمال فيستحقّ جميع الحمد والثناء، ثمّ منزّه عن كلّ نقص وعيب، وعن المثل والشبه والضدّ والندّ والشّريك، فليس كمثله شيء، يسبّح له ما في السماوات والأرض، فينتهي إلى الكثرات غير المتناهية في عالم الإمكان.

ومن فلسفة الحياة عبادة الله ومعرفته، وما عبد الله بشيء من التمجيد والتحميد أفضل من تسبيح فاطمة، فإنّها الجامعة لكلّ مراتب المعرفة الجلاليّة والجماليّة والكماليّة في قوسها الصعودي، ومن الكثرة إلى الوحدة، فمن جلال الله إلى جماله، ثمّ إلى كماله، ومن التسبيح إلى التحميد وإلى التكبير جلّ جلاله.

ولو كان في علم الله الغامض وفي خزائن غيبه أفضل من تسبيح فاطمة الزهراء’ لنحله رسول الله(ص) فاطمة، فإنّ فاطمة هي الأفضل، وللأفضل من هو الأفضل، من العلى الأعلى سبحانه، بواسطة أشرف خلقه من هو الأفضل في دائرة الإمكان وهوالرّسول الأعظم(ص) فمن الأفضل بواسط الأفضل إلى الأفضل، ما هو الأفضل، وهذا ما خصّص الله فاطمة الزهراء’ في تسبيحها الأعظم.

 

(فاطمة الزهراء تحدثها الملائكة)

الحديث: البحار عن العلل بسنده عن زيد بن علي قال: «سمعت أبا عبد الله’ يقول: إنّما سمّيت فاطمة محدّثة لأنّ الملائكة كانت تهبط من السّماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة «إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ يا فاطمة اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرّاكِعِينَ». فتحدّثهم ويحدّثونها، فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضّلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: إنّ مريم كانت سيّدة نساء عالمها، وإنّ الله عزّ وجلّ جعلك سيّدة نساء عالمك وعالمها، وسيّدة نساء الأوّلين والآخرين.

أقول: ان هذا الخبر يدلّ على أمور: الأوّل: بيان وجه تسمية الزهراء’ بالمحدّثة، فإنّ المحدّثة: أمّا بكسر الدّال المهملة فيكون من إسم الفاعل وتعني إنّها تحدّث غيرها، وأمّا بفتحها من إسم المفعول وتعني أن الغير يحدّثها.

الثاني: أنّ الملائكة تهبط من السّماء عليها، وهذا الهبوط ليس من هبوط الوحي، وإنّما من حضور الملك عند الإنسان بإذن الله سبحانه، فالملائكة كانت تهبط من السّماء، ويكون الحديث متداولاً بينها وبين فاطمة فهم يحدّثونها، وهي تحدّثهم ومن ثمّ كانت (محدّثة) بالكسر والفتح.

الثالث: لا تعجب ولا تنكر نزول الملائكة عليها ـ كما تنكر الوهابية المعاصرة اليوم لجهلهم بالحقائق وجمودهم الفكري ـ فإنّه قد نزل من قبل على مريم وتحدّثت مع مريم’ بنصّ القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

الرابع: من أحاديث الملائكة في مقام البشارة لسيّدة الزهراء’ أنّهم أخبروها بأنّ الله إصطفاها كما اصطفى مريم، وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين.

الخامس: حضور الملائكة عندها في اللّيل وتسأل كيف تكون قد اصطفاها على نساء العالمين’ ومن قبل قد اصطفى مريم’ وهذا كأنّه في تهافت وتضاد، ولكن الملائكة رفعوا هذا التضاد البدوي والظاهري بما هو في الواقع وفي علم الله المغمور وفي أُمّ الكتاب أن مريم’ اصطفاها على نساء زمانها ولكن أنت يا فاطمة’ فإنّ الله إصطفاك على كلّ النّساء من حوّاء وإلى يوم القيامة، فجعلك سيّدة نساء عالمك وعالمها، بل وسيّدة نساء الأوّلين والآخرين، وفي الدّنيا والآخرة. والسيّد دونه العبد والسيّدة الحرّة دونها الإماء والجواري، فإذا كانت هي سيّدة الكون في الملك والملكوت فدونها بحكم الجواري والإماء، وأين السيّدة من الجارية؟! وأين الثرى من الثريا؟!!

ثمّ لا يخفى أن حديث الملائكة لا يختصّ بمريم وفاطمة÷، بل هناك من النّساء الصالحات من حدّثتها الملائكة.

قال محمد بن أبي بكر: لمّا قرأ: «وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ» ولا محدّث، قلت وهل يحدّث الملائكة إلاّ الأنبياء؟ قال: أنّ مريم لم تكن نبيّة وكانت محدّثة ـ بفتح الدّال إسم مفعول ـ وأُمّ موسى بن عمران كانت محدّثة ولم تكن نبيّة، وسارة إمرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولم تكن نبيّة، وفاطمة بنت رسول الله(ص) كانت محدّثة ولم تكن نبيّة.

قال شيخنا الصّدوق &: قد أخبر الله عزّ وجلّ في كتابه بأنّه ما أرسل من النّساء أحداً إلى النّاس في قوله تبارك وتعالى «وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلاّ رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ»ولم يقل نساءً، والمحدّثون ليسوا برسل ولا أنبياء.
(فاطمة الزهراء’ في حظيرة القدس)

الحديث: البحار: عن عمر بن الخطّاب عن النّبي(ص) قال: «فاطمة وعليّ والحسن والحسين في حظيرة القدس، في قبّة بيضاء سقفها عرش الرّحمن عزّ وجلّ».

أقول: لقد استضعفوها وجحدوا بها واستیقنتها قلوبهم، فيروي عن رسول الله مثل هذه المنقبة العظيمة لفاطمة الزهراء’ ويحرق دارها ويكسر ضلعها ويسقط جنينها من بعد رحلة أبيها!!. وما قاله الرّسول الأعظم(ص) في مكان ومنزلة الزهراء’ وبعلها وبنيها في يوم القيامة إنّما هو من عالم الغيب، ولا يؤمن بها إلاّ من كان متّقياً، فإنّه أولى صفات المتّقين «الَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ» فإنّ فاطمة الزهراء’ مع أُسرتها الطاهرة هم في حضيرة القدس الإلهي في قبّة بيضاء، ومن أبرز أوصاف هذه الحظيرة المنزّهة عن كلّ عيب ونقص وقبيح لقداستها، إنّ سقفها عرش الرّحمن عزّ وجلّ، وهذه من القضايا المعنويّة والمفاهيم التجرديّة والنّوريّة.

 

(فاطمة’ أعبد النّاس بعد أبيها وبعلها)

الحديث: البحار: قال الحسن: «ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة’، كانت تتورّم قدماها».

أقول: لا يخفى أن من فلسفة الحياة وسّر الخليقة هي عبادة الله عزّ وجلّ كما قال في كتابه العظيم «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِْنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ». وللعبادة درجات ومراتب ومصاديق، وكلّما إزداد الإنسان في عبادة الله خالصاً ومخلصاً إزداد قرباً من ربّه المعبود جلّ جلاله، فسيّد العباد بل سيّد الخلق طراً الذي أتى الرّحمن عبداً، هو رسول الله وحبيبه المصطفى محمّد(ص) ثمّ نفسه وأخوه ووصيّه بنصّ آية المباهلة أمير المؤمنين علي(ع)، ثمّ روحه التي بين جنبيه ـ كما ورد في الحديث النبوي ـ بنته فاطمة الزهراء’ فما كان في الدنيا بعد أبيها الذي قال الله في وصفه في سورة طه «ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى» من شدّة عبادته وصلاته حتّى كانت تتورّم قدماها، وكذلك بعد بعلها أمير المؤمنين الذي كان يصلّي في اللّيل ألف ركعة، فما كان عبد من فاطمة الزهراء’ ويكفيك شاهداً أنّها كانت تقوم في عبادة صلاته حتّى تتورّم قدماها كما كان أبوها(ص).

فمن مثل فاطمة الزهراء’؟! فلیس کمثلها مثیل إلا هي… فسبحان الله الذی صوّرها فأحسن صورتها تجلّي فیها بإسمه الأعظم جلّ جلاله «اللهم صل علی فاطمة وأبیها و بعلها و بنیها والسرّ المستودع فیها بعدد ما احاط به علمک وأحصاه کتابک»